دخــان .... بلا نــــار

دخــان .... بلا نــــار

دخل ميدو غرفته وعيناه متجهتان صوب حاسبه الشخصي ... وأسرع بفتحه وقبل أن يتم فتح الجهاز كان ميدو جالساً يتفقد كاميرا الجهاز وسماعات الأذن ويتأكد من أنهما يعملان بكفاءة عالية ....
ثم سأله نفسه قبل أن يفتح أحد برامج المحادثة : ها أبدأ بمين ؟؟؟
آه ... سأبدأ بماريو فهو ينتظر الأخبار علي أحر من الجمر ...
وبدأت المحادثة ..... جملتان لا أكثر عن الحال والأحوال .. ثم انخرط ميدو في الحديث عن أخبار الحي الذي يقطنون فيه ...
عارف عمك سالم ... باع بيته .... وها يسافر لبلده في الصعيد تاني أصله شاف بنته الكبيرة بتشاور لأحمد ابن الجيران أول إمبارح .
بس دا مش مهم ... المهم إن الواد أحمد ماعندوش دم لأن أخوه الكبير لسه مطلق مراته قبلها بيوم واحد وكان فيه مشاكل علي المؤخر والنفقة وماتخفش ها أعرفلك سبب الطلاق وأبلغ بكرة لأن أخو احمد التاني كان عاوز يتجوز أختها بس هي رفضت بيقولوا عشان ابن عمها .. ابن عمها دا إل أصله من الصعيد الجواني جه هنا بعد ما باع أرضه وأهل البلد عايروه .. واشتغل بواب علي العمارة بتاع الحاج مأمون .. عارف أنته الحاج مأمون دا له كام عمارة .. حوالي عشرة بيقولوا إنهم من تجارة الممنوعات إل كان بيخزنها في الدور الأرض .. الدور الأرضي إل هو أخلاه بعد كده وسكنه للأستاذ سعيد مدرس الفلسفة إلي بيقولوا إن مخه لاسع لأنه كان ضرب بنت الحاج عوضين في الفصل .. بنت الحاج عوضين قالت إنها ماكنتش عارفه السؤال بس الظاهر كان فيه سبب تاني وهو إن شباك المدرسة كان بيطل علي شقة منير بيه صاحب محلات الملابس المعروفة إل بتشتغل فيه بنت عم... وفجأه انقطع الاتصال ..... وحزن ميدو كثيراً لأنه لم يستطع نقل كل الأخبار قائلاً : زمان ماريو زعلان وكان لازم يعرف باقي الأخبار عشان يطمن ...
الحمد لله آهو النت وصل ... أتص بقي بماريو بس قبل ما اتصل بماريو أنا كنت وقفت فين ... فين ؟؟ آه عند البنت إلي بتشتغل في محلات الملابس آآآآه استر يا رب الحمد لله إن النت فصل لأن البنت دي أخو ماريو كل يوم بيقف معاها بالساعات في المحل ... أنا كنت ها أغلط وأقوله ...
يله أتصل بقي بسمسم وأقوله علي الخبر دا لأن أخوه كان عاوز يجوز أختها
ومرت ساعات طويله وميدو ينتقل الأخبار في دائرة متصلة ربما لو لم يكن محترفاً لهذه المهنة لكان التقي بأسرته في نهاية تلك الدائرة .....
ومضي الليل ومضت معه الأخبار تسابق الهواء لهذا وذاك ... وأغلق ميدو جهاز الحاسب وكان قد ضبط إعداداته الشخصية علي أن يغلق الجهاز بصوت الشيخ المنشاوي العذب وهو يرتل " [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ] {الحجرات:12
ومده ميدو يده ينزع التيار الكهربي وهو يقول صدق الله العظيم
ربنا يستر بكره والنت يكون أحسن من كده .... سبحان الله علم الإنسان ما لم يعلم
شوف بينى وبين أصدقائى آلاف الأميال وبطمنهم بالصوت والصورة
بكره نبدأ من أول شارع مصطفي كامل ... أصلهم بيقول إن مصطفي كامل مات لم عرف إن بنت رياض باشا رئيس الوزراء هاتجوز غيره مع العلم إن رياض باشا ما كنش علي أيام مصطفي كامل وماكنش عنده بنات أصلا .. يله هو يعني الناس ها تتبلى عليه ... ما فيش دخان من غير نار ... أكيد كان له بنت وهو متبرى منها لأنها كانت بنت الشغالة .... أنا أبلغهم وخلاص وهما أحرار يصدقوا أو ما يصدقوش هو أساساَ الواد ماريو كان ضعيف في التاريخ وكان بسقط فيه كتير من الأستاذ عيسي إل جه المدرسة بواسطه من الناظر لأنه مجوز أخته إل أكبر منه .. يلا ماهي الدنيا مصالح .... ..وتثائب ميدو آآآآآآآآآآه يله بكره ربنا يحلها ....
جايز نبدأ بشارع نوبار باشا .. بس أنا ما أعرفهوش .. بكره اسأل عنه ..
وغلبه النوم ... وأخذ يخط في نوم عميق لتنقطع سلسلة لعينة لا تنتهي ولا يقطعها إلا النوم ....

الفاضل والمتميز . V.I.P

شاكرين هذا الموضوع الرائع والذى يحمل بطية الكثير من المفردات اليومية التى نتناقلها بغياب الوعى والضمير دون تفكير فى عواقب ما نفعل وحتى دون ان نعلم حقيقة ما نقول .

يبدو ان ميدو من محبى هذه المواضيع

اللهم عافنا واياك

تقديرى واحترامى

مشكور دائماً علي السبق في المرور
وشكر خاص لتعليقك
ودمت في أمان الله

صديقي الفاضل ...

هذه هي مفردات كثيرة نسمعها ونرددها ... أو يفعلها البعض ...ولكن هذه هي المشكلة الكبيرة أنك إما تفعل ذلك بغرض ان تصل المعلومة لشخص بعيد عنك ولا يعرف الكثير عن احوال الآخرين( ولكن ليس بهذا الشكل !!) .. أو أنه كلام فاضي ووقت فراغ والناس تقضيه في سيرة الناس .... وخلاص ...
أتذكر يا صديقي عندما انتشرت الهواتف بالقرية وأصبح في كل بيت تقريباً هاتفاً يتحدث الناس إلى بعضهم البعض ..؟؟!!
يومها قامت السيدات بالحديث في الكلام الفاضي .. ولساعات طويلة ... لدرجة أن أتفه الأمور كانت تقال في الهواتف ...
ومع اختلاف التكنولوجيا ودخول الحاسب ببرامجه الرائعة في المحادثة منافساً قوياً للهواتف ...
فوجد ميدو وغيره الطريق ممهداً للحديث بلا هوادة ... وحتى ولو كان كلام فاضي ...
مشكور يا كاتب .. هو انت كاتب ولا شاعر ...؟؟؟؟ ايه الحكاية ..... ؟؟؟ ارسى على بر .. أصل أفنشك .... هههههههههه
تقبل تحياتي ....

هههههههههههههههه شاعر أما كاتب فأخبرك بالسر :
ثلاث قصص ....
الأولي : بلا ناصر ... وفيها تحدثت عن الواقع السياسي لقريتنا الحبيبة
الثانية :قضاء ومولد .. وفيها تحدثت عن الواقع الديني بالقرية
الثالثة : دخان بلا نار ... وفيها تحدثت عن لاواقع الاجتماعي
أي أنهم شملوا كل الجوانب تقريبا ... ولم أكت غيرهم
أما الشعر فأنت تعرف أنه يسري في دمائي منذ الصغر ... تفننت فيه ... واتقنته وكانت كما نشرت لي قصيدة أشعر أني بنيت بيتاً عظيماً .... وأكيد إنت فاكر أول قصيدة نشرت في جريدة عيون ...
شاكر مرورك الكريم .... وشرفني تعليقك
وصدقني إنني مثلك اتمني قريتنا نمذجية في كل شيء
ودمت بخير يا رفيق الدرب دائماً

في .آي .بي ، مميز حقيقة ، ربما لا يحتاج مني لهذه الشهادة
ولكن ما قرأته له ، متنوع يشعر بنبض المجتمع ويعبر عنه بصدق
بس كان نفسي أعرف الكلام الفاضي اللي الواد ميدو بيتكلم فيه
ههههههههه

تقبل مروري .

الشكر للفاضل خورشيد
ولمروره الكريم
ويعلم الله أن مرورك أسعدني
دام الوصل بيننا دائماً
وتقبل خالص شكريس وتقدريري

زائر

قصة رائعة
الشيخ سويلم .. وبعدين ميدو
أسحنت وأبدعت