أمســــــــــــك بيـــد مـــــن تحــــــب

يحكي أن فتاة صغيرة كانت تعبر مع والدها العجوز جسرا, وقد خاف الأب الحنون علي ابنته من السقوط فقال لها امسكي بيدي جيدا حتي لا تقعي في النهر. قالت الفتاة لأبيها: لا يا أبي إمسك أنت بيدي. قال الأب باستغراب وهل هناك فرق بين أن تمسكي بيدي وأمسك أنا بيدك؟ قالت الفتاة بسرعة: نعم هناك فرق كبير, فلو أمسكت أنا بيدك قد لا أستطيع التوازن ويمكن أن تنفلت يدي فأسقط, أما إذا أمسكت أنا بيدك فلن تدعها تفلت من يدك أبدا!

المعني أنه عندما تثق بمن تحب أكثر من ثقتك بنفسك وتطمئن علي وضع حياتك بين يديه أكثر من وضع حياتك بين يديك, عندئذ أمسك بيد من تحب قبل أن تنتظر منه أن يمسك بيدك.

وأكمل بأن أحكي عن الحب ولكن علي لسان امرأة عجوز سئلت عن الحب وما هو معناه فأجابت: أول مرة سمعت فيها هذه الكلمة كنت طفلة صغيرة, وكانت من والدي الذي قبلني وقال: هل تعرفين أنني أحبك؟ عند ذلك قلت بيني وبين نفسي إن الحب هو الحنان والأمان والحضن الدافيء. وعندما بلغت سن المراهقة وجدت رسالة تحت باب البيت أرسلها لي ابن الجيران وعنوانها اسمي ومحتواها إني أحبك, عند ذلك همست لنفسي: إن الحب جرأة وجنون. وعندما خطبني ابن الجيران وتعرفت عليه كانت أول كلمة قالها لي أحبك, فقلت إن الحب طموح وعمل وهدف وإرادة.

وبعد زواجي جاءني زوجي في اليوم التالي وقبلني علي جبيني وقال لي: أحبك. فقلت إن الحب هو شوق ووله وحنين. ومرت سنة ووضعت أول أولادي وجاءني زوجي وأنا راقدة علي سريري مجهدة وأمسك بيدي وقال لي هامسا: أحبك. فقلت لنفسي: الحب هو شكر وتقدير وعطف وحنان. وبعد مرور السنين شاب شعر الرأس وتزوج الأبناء ونظر زوجي إلي رأسي وقال مبتسما: أحبك. فقلت لنفسي إن الحب رحمة وعطف. وطال العمر وأصبحت أنا زوجي عجوزين لكنه في كل مرة يقول لي: أحبك فأقول لنفسي إن الحب هو وفاء وصدق وإخلاص وعطاء.....
فهي بنا نمسك ايدينا فى ايد بعض ونبقى امه واحده تحب بعضها