أبكي على سلطان عدل فينا بعد موته..!!

مين هى الشخصية التاريخية اللى بجد محتاجنها دلوقت
أو على الاقل محتاجين شخصية مثلها
لن أقل شخصية من الشخصيات الراشدة
لقرب هذه الشخصيات من منبع الوحي الصافي
ولكن سوف أختار شخصية تاريخية ظهرت فى وقت مشابه نوعا ما
إلى وقتنا الحاضر
من تنازعات سياسية وفرقة دينية ..
الشخصية دي هى شخصية البطل المجاهد ( نور الدين محمود )
هذه الشخصية الرائعة
إستطاعت فى سنوات قليلة أن تعيد للأمة الاسلامية هيبتها العسكرية
و ورعها الديني .
هذه الشخصية تميزت بحاجتين
أعتقد إن الشباب اليوم لو وجدهما فى أى شخصية معاصرة
لإلتفوا حولها بكل إخلاص ..
الحاجه الأولى هى التقوى الدينية ، والحاجه التانية هى العبقرية العسكرية
والحنكة السياسية ..
والاتنين دول علشان يتجمعوا فى شخصية واحدة ده بيكون من المفارقات
ومن الحاجات النوادر ..
ولكن الانسان لما بينظر فى التاريخ الإسلامي
حيلاقي إن النماذج اللى تميزت بالصفات دي لم تأتي من فراغ
ولا من يوم وليلة ولكن تربية من الصغر على مبادىء الاسلام الراقية ..
أبكي على سلطان عدل فينا بعد موته..!! 612lb71dj4

أبكي على سلطان عدل فينا بعد موته..!! 612lb71dj4

نور الدين محمود لم يكن درويشاً ولا عابد فى صومعة منعزل عن الناس ..
ولكن كان يده مع يد الناس وقلبه على قلبهم وسيفهم فى الحروب تسبق سيوفهم وكل ذلك مغلف بالتقوي الدينية ..
ولذلك فى موقعة ( حارم ) وهى من المواقع العظيمة ضد الصليبيين
قال( نور الدين محمود) بكل ورع وتقوى
( اللهم انصر دينك ولا تنصر محموداً ، ومن محمود هذا حتى ينصر ..!!)
انظر كيف تكون التقوى وإنكار الذات
هذا النموذج هو الذى يحتاجه شباب اليوم ..
حقيقة إن الشباب محتاج نموذج يصلح كقائد حتى تلتف حوله ..
الشباب اليوم محبط ومخذول ويائس من أى شىء
ومن أى إصلاح لأن النموذج والقدوة مفتقد ..
النماذج التى توجد الان هى نماذج مغشوشة ومزورة وملفقة ..
أُعجب الشباب بحسن نصر الله لمجرد إشتباكه مع اليهود فى 2006
دون الوقوف على حقيقة هذه الشخصية حتى تبين للناس جميعا حقيقة هذه الشخصية الحاقدة على أهل السنة
ودون معرفة لسابق تعاون حزبه مع الكيان الصهيوني ..
ولكن الإنخداع ده جاء من فكرة عطش الشباب للبطل وللمنقذ
دون النظر فى مؤهلات الشخصية ..
فليست أى شخصية هى قادرة على قيادة سفينة الأمة ..
فلابد أن تكون هذه الشخصية أُسست بطريقة صحيحة
ولنا فى شخصية البطل ( نور الدين محمود ) النموذج الأمثل لمؤهلات القائد القادر على قيادة سفينة الأمة ..
انظر كيف وصف اين الاثير ( نور الدين )
قال : ( كان يتحرى العدل وينصف المظلوم من الظالم كائناً من كان ...)
حتى إن عدله قد تعدي لما بعد موته
فأحد الناس قد إشترى داراً وسكن فى دمشق فى عهد نور الدين
لما عرف بعدله ..
ولما مات نور الدين قام بعض الجنود بالتعدى على الرجل وأخذ داره ..
فبكي الرجل وصرخ أين أنت يا نور الدين
لو رأيتنا وما نحن فيه من الظلم لرحمتنا ، اين عدلك ؟!
ثم قصد تربة نور الدين وأخذ يبكي ، فلما سمع به ( صلاح الدين )
-رحمه الله -
أكرمه ورد عليه ما أُخذ منه ، فبكى الرجل فقال له صلاح الدين لما تبكي ؟!
فقال له الرجل : أبكي على سلطان عدل فينا بعد موته
فقال له صلاح الدين هذا هو الحق وكل ما نحن فيه من عدل فمنه تعلمناه ..

لو وجدت الان شخصية فى نصف عدل أو حتى ربع عدل نور الدين
لتجمع حوله الامة كلها ؟!
الأن الناس تأن ولا حد داري بها .. ناس تعيش فى العشوائيات
ولا تجد من يهتم بها ..
ناس بتُظلم هنا وهناك ولا تجد صوت حق يدافع عنها
إن تحقيق العدل هو أول الخطوات لبناء دولة قوية فتية
دولة نور الدين محمود لم تعرف الرشوة ولا الكوسة
ولم يشترى رجال أعمال نور الدين أراضي الدولة بملاليم ويسمسروا فيها .. كانت دولة تحترم أدمية المواطن وتحفظ له حقوقه ..
وعلشان كده ألحقت دولة نور الدين الهزائم بالصلبيين
ومهدت الطريق لفتح القدس ..
فلم ينتظر نور الدين موائد المفاوضات ولا موائد الرحمن ..
لم ينتظر ( نور الدين ) أن يجىء ملوك بيت المقدس ( بلدوين الثالث )
أو ( عموري الأول ) إلى دمشق ليلقوا خطاب فى حقوق المرأة
أو حقوق الاقلبات فى العالم العربي والاسلامي
بل علّمهم ( نور الدين ) كيف تكون حقوق المرأة
والاقليات قبل أن تظهر ببلادهم وقبل ان يعلمهم كيف يمسكوا السيوف
وكيف تكون الحروب ..
لم يعرف نور الدين شعار ( الضرائب مصلحتك أولا)
ولكنه ألغى الضرائب والمكوس
رحم الله نور الدين ورحمنا مما نحن فيه اليوم .

أبكي على سلطان عدل فينا بعد موته..!! 88uh5nwbyizz

الموضوع رائع جدا جدا جدا جدا جدا
ويستحق
☆☆☆☆☆

جزاكي الله خيرا