مقتطفات لفضيلة الشيخ عائض القرني

(الإحسانُ إلى الآخرين انشراحٌ للصدر )
الجميلُ كاسمِهِ ، والمعروفُ كرسمِهِ ، والخيرُ كطعمِهِ.
أولُ المستفيدين من إسعادِ النَّاسِ همُ المتفضِّلون بهذا الإسعادِ ، يجنون ثمرتهُ عاجلاً في نفوسهِمْ ، وأخلاقِهم ، وضمائِرِهِم ، فيجدون الانشراح والانبساط ، والهدوء والسكينة.
فإذا طاف بك طائفٌ من همٍّ أو ألمِّ بك غمٌّ فامنحْ غيرك معروفاً وأسدِ لهُ جميلاً تجدِ الفرج والرَّاحة.
أعطِ محروماً ، انصر مظلوماً ، أنقِذْ مكروباً ، أطعمْ جائعاً ، عِدْ مريضاً ، أعنْ منكوباً ، تجدِ السعادة تغمرُك من بين يديْك ومنْ خلفِك.
إنَّ فعلَ الخيرِ كالطيب ينفعُ حاملهُ وبائعه ومشتريهُ ، وعوائدُ الخيرِ النفسيَّة عقاقيرُ مباركةٌ تصرفُ في صيدليةِ الذي عُمِرتْ قلوبُهم بالبِّر والإحسان .
إن توزيع البسماتِ المشرقةِ على فقراءِ الأخلاقِ صدقةٌ جاريةٌ في عالمِ القيمِ (( ولو أن تلقى أخاك بوجهِ طلْقِ )) وإن عبوس الوجهِ إعلانُ حربٍ ضروسٍ على الآخرين لا يعلمُ قيامها إلا علاَّمٌ الغيوبِ .
شربةُ ماءِ من كفِّ بغي لكلب عقورٍ أثمرتْ دخول جنة عرضُها السمواتُ والأرضُ ؛ لأنَّ صاحب الثوابِ غفورٌ شكورٌ جميلٌ ، يحبُّ الجميل ، غنيٌ حميدٌ .
يا منْ تُهدِّدهُمْ كوابيسُ الشقاءِ والفزع والخوفِ هلموا إلى بستانِ المعروفِ وتشاغلوا بالآخرين، عطاءً وضيافةً ومواساةً وإعانةً وخدمةً وستجدون السعادة طعماً ولوناً وذوقاً ﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى{20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾

[b]اتركِ المستقبلَ حتى يأتيَ

﴿ أَتَى أَمْرُ اللّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ﴾ لا تستبقِ الأحداث ، أتريدُ إجهاض الحملِ قبْل تمامِهِ؟! وقطف الثمرةِ قبل النضج ؟! إنَّ غداً مفقودٌ لا حقيقة لهُ ، ليس له وجودٌ ، ولا طعمٌ ، ولا لونٌ ، فلماذا نشغلُ أنفسنا بهِ ، ونتوجَّسُ من مصائِبِهِ ، ونهتمُّ لحوادثهِ ، نتوقعُ كوارثهُ ، ولا ندري هلْ يُحالُ بيننا وبينهُ ، أو نلقاهُ ، فإذا هو سرورٌ وحبورٌ ؟! المهمُّ أنه في عالمِ الغيبِ لم يصلْ إلى الأرضِ بعْدَ ، إن علينا أنْ لا نعبر جسراً حتى نأتيه ، ومن يدري؟ لعلَّنا نقِف قبل وصولِ الجسرِ ، أو لعلَّ الجسرَ ينهارُ قبْل وصولِنا ، وربَّما وصلنا الجسر ومررنا عليه بسلامٍ.
إن إعطاء الذهنِ مساحةً أوسع للتفكيرِ في المستقبلِ وفتحِ كتابِ الغيبِ ثم الاكتواءِ بالمزعجاتِ المتوقعةِ ممقوتٌ شرعاً ؛ لأنه طولُ أمل ، وهو مذمومٌ عقلاً ؛ لأنه مصارعةُ للظلِّ. إن كثيراً من هذا العالم يتوقُع في مُستقبلهِ الجوعَ العري والمرضَ والفقرَ والمصائبَ ، وهذا كلُّه من مُقرراتِ مدارسِ الشيطانِ ﴿ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً ﴾ .
كثيرٌ همْ الذين يبكون ؛ لأنهم سوف يجوعون غداً، وسوف يمرضون بعد سنةٍ، وسوف ينتهي العالمُ بعد مائةِ عام. إنَّ الذي عمرُه في يد غيره لا ينبغي لهُ أن يراهن على العدمٍ ، والذي لا يدرِي متى يموتُ لا يجوزُ لهُ الاشتغالُ بشيءٍ مفقودٍ لا حقيقة له.
اترك غداً حتى يأتيك ، لا تسأل عن أخبارِه ، لا تنتظر زحوفه ، لأنك مشغولٌ باليوم.
وإن تعجبْ فعجبٌ هؤلاء يقترضون الهمَّ نقداً ليقضوه نسيئةً في يومٍ لم تُشرق شمسُه ولم ير النور ، فحذار من طولِ الأملِ .

[b]لا تكن إمعة
لا تتقمص شخصية غيرك ولا تذُب في الآخرين. إن هذا هو العذاب الدائم ، وكثيرٌ هم الذين ينسون أنفسهم وأصواتِهم وحركاتِهم ، وكلامَهم ، ومواهبهم ، وظروفهم ، لينصْهرُوا في شخصيِّات الآخرين ، فإذا التكلّفُ والصَّلفُ ، والاحتراقُ ، والإعدامُ للكيان وللذَّات.
من آدم إلى آخر الخليقة لم يتفق اثنانِ في صورةٍ واحدةٍ ، فلماذا يتفقون في المواهبِ والأخلاق .
أنت شيءٌ آخرُ لم يسبق لك في التاريخِ مثيلٌ ولن يأتي مثُلك في الدنيا شبيه .
أنت مختلف تماماً عن زيد وعمرو فلا تحشرْ نفسك في سرداب التقليد والمحاكاة والذوبان .
انطلق على هيئتك وسجيَّتك ﴿ قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ ﴾ ، ﴿ وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُواْ الْخَيْرَاتِ ﴾ عشْ كما خلقت لا تغير صوتك ، لا تبدل نبرتك ، لا تخالف مشيتك ، هذب نفسك بالوحي ، ولكن لا تلغِ وجودك وتقتل استقلالك.
أنت لك طعم خاص ولون خاص ونريدك أنت بلونك هذا وطعمك هذا ؛ لأنك خلقت هكذا وعرفناك هكذا ((لا يكن أحدكم إمَّعة)) .
إنَّ الناس في طبائعهمْ أشبهُ بعالمِ الأشجارِ : حلوٌ وحامضٌ ، وطويلٌ وقصيرٌ ، وهكذا فليكونوا. فإن كنت كالموزِ فلا تتحولْ إلى سفرجل ؛ لأن جمالك وقيمتك أن تكون موزاً ، إن اختلاف ألوانِنا وألسنتِنا ومواهبِنا وقدراتِنا آيةٌ منْ آياتِ الباري فلا تجحد آياته

من كتاب لا تحزن لفضيلة الشيخ الدكتور عائض القرني حفظه الله

الدكتورة الفاضلة

كلمات توزن بماء الذهب لمن يريد لها وزنا . وصدقتِ فيما قلت وفعلا سوف يشعر من يساعد الاخرين بكل

الراحة النفسية ولن يخذله الله ابدا ولن يخيب الله ظنه ابدا . أعرف رجلا كان دائم العطاء للفقراء ودائم

المساعدة للاخرين حتي انه كان يعطي بدون ان يساله احد فقط هو من احس بذلك وكانها هبة من الله ان

يحس بالاخرين فكان يعطيهم بدون ان يسالوه ولايطلب منهم رد مااعطوه الا اذا قاموا برده بانفسهم بدون طلب .

الغريب انه كان توجه له انتقادات ممن يحيطون به بعبارات محبطة " هو انت اهبل هاتوزع فلوسك اونطه " "

ياعم دي ناس بتتسكلن " وحدث ان اختبر الله ذلك الانسان بان مرت به اوقات ضاقت به الدنيا وابتلاه الله

بالاختبار الصعب وهو الحاجه للاخرين فبعد ان كان يعطي بلاتردد لم يجد من يعطيه وفي نفس الوقت لم يطلب

من احد وكأن الله سبحانه وتعالي اراد ان يختبره اكثر ليري ان كان سيصبر ام لا . والكثير لن يصدق تماما انه

بحاجه ماسه " تحسبهم أغنياء من التعفف "والاغرب انه كان ياتيه من يطلب منه المساعدة في تلك الفترة

فكان يقترض لهم ليعطيهم ويابي ان يقترض لنفسه . ويقول لن يصدق الناس انني لااملك مايطلبون بل

سيقولون انني ابخل عليهم وظل علي ذلك فترة من المعاناه . وتخيلي ماذا حدث لقد قيد الله

سبحانه وتعالي له من يعطيه بدون طلب ومن يفك عثرته بل والاهم انه طلب منه ان لايعيد ذلك المال .

والاكثر من ذلك انه بتوفيقق الله له بسبب مافعل انفق في خلال سنوات المحنة مالم ينفقه من قبل وفتح الله

عليه .

سيدتي الفاضلة الاحسان للغير ازاحة للكربة وارهاف للمشاعر ورصيد عند الله لايضيع . لكن من يسمع ومن

يري فللاسف الشديد اصبحنا حريصين علي المال اشد من حرصنا علي اخرانا ونهايتنا ووقوفنا بين يدي الله

سبحانه وتعالي

[b]الشكر والتقدير للفاضل ابا أية
صدقت فيما قلت والأصل فى الإحسان هو ألا ينتظر الشخص رد الإحسان من العبد ولكن ينتظر الأجر من الله
الله سبحانه أسأل لكم ولنا وللمسلمين كافة حسن العمل
اللهم أمين

طبيبتنا الفاضلة

نعم ... هي كلمات تنقش علي جدار القلب ولا تنسي

كل ما فيها رائع

فما أجمل التراحم والعطاء بدون انتظار المقابل إنها لذة لا يعلمها إلا من عاشها ومر بها

أما المستقبل فيحب أن نعلم أن أمر المؤمن كله خير ولكنه الإنسان يؤس قنوت

الشكر والتقدير لكي ولمجهودك الرائع

دمت بخير دائما

بارك الله فيكى طبيبتنا الفاضلة
عسى الله أن يجعلنا من المحسنين المتعاونين والحاضيين عليه.
فمعاونة الغير والمثابرة على ذلك عمل غير سهل فهى حرب مع النفس وإيثار على الذات فهل يؤثر الطالب غيره على تعلم معلومة وهل يؤثر الأخ أخيه فى شىء يحبه, عمل جميل ورائع وتطبيقه صعب على النفس ويستوجب الحرب على النفس ولا نكون إمعات فى منع الخير على الغير حين يمنع الناس وأدعوا جميع المسلمين بحسن الرد وخاصة فى العطاء فهناك من يأخذ ولا يرد ومن يأخذ ويرد ولكن بشكل من الضيق وسوء الأدب مما يثير النفس ويجعل للشيطان بابا للمنع
بارك الله فيكى وجعلك من المحسنين

دكتورتنا الفاضله
تحيه مباركه من عند الله
﴿وَمَا لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى{19} إِلَّا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى{20} وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾
جزاكى الله خيرا على هذه الكلما التى تريح النفوس وتعطيها السكينه والاطمئنان
بارك الله فيكى وجعلك من المحسنين
ودمتى بخير

» فضيلة الشيخ عائض القرني وحوار مع المتنبي
» مقتطفات من شعر الامام الشـافعـي (1)
» حول تنبيه الشيخ القرضاوي لكل مسلم مصري
» الشيخ محمد الغزالي ... الداعية الحزين
» ما كتب عن الشيخ محمد حسان