حتى وإن كان محمد أبوتريكة ملكا لمصر الشقيقة .. فهو ملك لنا ولكل العرب وللإنسانية، ولا شيء يقصي عن هذا الإنتماء لأنه حصد جد الملايين بتواضعه وروحه وإنسانيته وتسامحه رغم نجوميته التي فاقت كل مواقع العالم.
حتى وإن كان أبوتريكة نجم الأهرامات وأرض الحضارات في عليائها الكروية مع الأهلي والمنتخب، فلا أحد يسرق منا هذا الرجل لأنه فعلا ملك إفريقيا بامتياز، وملك الكرة بدون بهرجة إعلامية ولا سبق صحفي، هو هكذا ولد لأن يكون نجما بقضاء الله وحب الله، وبأحرف الإعجاز الكروي، وولد فيلسوفا منذ صغره إلى أن أضحى فيلسوفا بالكرة وشهادة الليسانس.
ما فعله الرجل طيلة سنة 2008 مع الأهلي ومنتخب الفراعنة يغنيه عن سؤال اللحظة، وسؤال الإستفتاء القاري لأن كرته ومشهده المهاري بكأس إفريقيا وأهدافه وسجوده لله، وزئيره مع الأهلي أقوى مما كتب عنه إعلاميا، وأقوى من لسانه لأنه كان أصلا يتكلم لغة متعة القدم.
ولا يتسابق على الميكروفونات وعدسات الكاميرا ليظهر عملاقا بالأحاديث الصحفية بمثل ما يقدمه الإعلام الإسباني والانجليزي لكل من صامويل إيتو وأديبايور وإيسيان وغيرهم بقلة الألقاب على غير ما يحظى به أبوتريكة من شعبية كبيرة مقارنة مع الآخرين برغم خفوت أضوائه الإعلامية.
ما فعله أبو تريكة طيلة هذا العام والسنوات التي أرخى فيها سيول الصعود إلى القمة مع الأهلي، يمنح للرجل قلادة من نوع خاص وجائزة ذهبية من نوع خاص على النقيض من الكرة الذهبية، وليس إيتو وأديبايور وإسيان أفضل منه لأنه صانع ألعاب، وعقل مدبر وترجمان حقيقي لكل لغات الكرة بسحر اللمسة الأخيرة والأهداف المقروءة بالمتعة والحسم، كما فعل في نهائي كأس إفريقيا بغانا أمام الكاميرون وأهدى الكأس الغالية لمصر.
ما فعله أبو تريكة يلغي كل المقارنات مع الآخرين لأنه فاز بقيمة جائزة الأسد الذهبي لأفضل لاعب بإفريقيا التي تقدمها جريدة المنتخب كل سنة بتنسيق وثيق مع يفوق ثلاثين جهازا إعلاميا إفريقيا لاختيار أسد الموسم، وأبو تريكة استحق هذا الميثاق وهذا الشرف وهذا التميز الذي صانه قبله صامويل إيتو مرة واحدة عام 2004 قبل أن يفوز ديدييه دروجبا ثلاث مرات دفعة واحدة.