اشتعلت المنافسة بين جماهير الأهلي والزمالك حول الثنائي عمرو زكي ومحمد أبو تريكة وأحقية كلا منهما في التتويج بلقب أفضل لاعب إفريقي لعام 2008، وفي الحقيقة فإن تحديد الأفضل من بين زكي وتريكة يعد أمرا صعبا جدا ويصعب حسمه.
فالثنائي زكي وتريكة قدما لمصر الكثير وساهما معا في تتويج منتخب مصر بكأس أمم إفريقيا مرتين متتاليتين، وإن كان تريكة كان له الدور الأكبر في 2006، الا أن زكي كان دوره أكبر في بطولة 2008.
وتبدو إنجازات أبو تريكة على مستوى الأندية أفضل كثيرا من زكي إذ قاد تريكة الأهلي لتحقيق 15 بطولة مختلفة محلية وإفريقية طوال السنوات الأربعة الأخيرة، من ضمنهم ثلاث بطولات في العام الحالي 2008، على العكس من زكي الذي لم يحقق مع الأندية سوى بطولة واحدة هي بطولة كأس مصر مع الزمالك في العام الماضي.
ولكن يشفع لزكي إنجازاته على المستوى الشخصي إذ حفر اسم في سماء الكرة العالمية على مدار أقل من أربعة أشهر فقط منذ بدأ رحلة احترافه في ويجان الانجليزي واحتل صدارة هدافي البطولة طوال عشر مراحل متتالية رغم أنه يلعب في نادي من أندية المؤخرة، وسجل أهدافا رائعة في مرمى فرق كبيرة وحراس مميزين حتى أصبح هدفا للعديد من الأندية الأوروبية الكبيرة ووصل سعره إلى أكثر من عشرة ملايين جنيه استرليني.
وقد سئلت كثيرا حول أحقية أيا من زكي أو تريكة بالحصول على اللقب فحاولت أن أتهرب من الاجابة لأنني بالفعل ليس لدي اجابة واضحة، فكلاهما يستحق اللقب، وأنا أشفق على الكابتن حسن شحاتة والذي سيدلي بصوته ليختار أحدهما للحصول على اللقب.
واذا نظرنا إلى الأمور بناحية عقلية بحتة وبالأرقام فسنجد أن زكي يتفوق قليلا على أبو تريكة في عام 2008 تحديدا، أما اذا نظرنا إلى الأمور بناحية عاطفية وبنظرة شمولية لما حققه اللاعبان في مشوارهما الكروي فبالتأكيد سيتفوق تريكة على زكي بفارق ليس ضئيلا.
| | |
ولعلي أجد نفسي متعاطفا مع أبو تريكة بشدة خاصة وأنه تخطى عامه الثلاثين وقد تبدو أن هذه هي الفرصة الأخيرة له للحصول على هذا اللقب |
| | |
|
ولعلي أجد نفسي متعاطفا مع أبو تريكة بشدة خاصة وأنه تخطى عامه الثلاثين وقد تبدو أن هذه هي الفرصة الأخيرة له للحصول على هذا اللقب بعكس زكي الذي مازال يخطو خطواته الأولى في عالم الاحتراف وأمامه مستقبل كبير ومبشر.
ولكن يجب أن يعلم الجميع أن تريكة وزكي أمامهما منافسة قوية مع الايفواري ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي والتوجولي إيمانويل أديبايور مهاجم الأرسنال والذي أتوقع شخصيا أن يحصل على اللقب.
وأديبايور ليس لأنه الأفضل ولكن لأن التركيز الاعلامي في إفريقيا منصب عليه أكثر من زكي وأبو تريكة باعتبار أنه يلعب لفريق من أكبر أندية أوروبا ويعد هو هداف الفريق الأول.
وتوقعي الشخصي أن القائمة النهائية التي ستضم ثلاثة لاعبين ستضم أديبايور ودروجبا ومعهما لاعب مصري من بين زكي وأبو تريكة، فيما قد تذهب الجائزة في النهاية إلى أديبايور.
خلاصة الكلام
عندما عقدت مقارنة بين زكي وأبو تريكة وجدت اختلافا كبيرا بين الاختيار بالعقل والاختيار بالقلب، ووجدت نفسي أستعيد أبياتا شعرية من نهاية أغنية عبد الحليم حافظ "حبيبها" ولكن بكلمات مختلفة:
سألت عقلي فأصغى وقال لي: عمرو زكي .. عمرو زكي
وقال قلبي: تريكة .. وليس الا تريكة .. ليس الا تريكة