أن تعرف حجمك وأن تعرف مستواك وقيمتك بالنسبة لمنافسك هو أهم شئ حتى تستطيع أن تفوز عليه.
هذا بالظبط ما فعله الأهلي في الشوط الأول من مباراة باتشوكا لعب بقيمة الأهلي وخبرته وعرف قيمة الفريق الذي يواجهه وأنه فريق لا يمكن أن تلعب معه مباراة مفتوحة على الإطلاق لأنهم – لا يتعبون – الأهلي في هذا الشوط أحرز هدفين وكان من الممكن أن يحرز هدفين أخرين من لعبة متفق عليها تكررت أكثر من مرة من تريكة لبركات ومن فلافيو لبركات .
كل هذه المقدمات جعلتني والكثيرون نقول أن الأمور أنتهت وراهنت من حولي أن جوزيه سوف يدفع بالمعتز أينو ويسحب أحمد فتحي أو بركات ليبدأ في السيطرة تماما على منتصف الملعب كما يفعل مانويل دائما في المباريات الكبرى .
ولكن لم يحدث ذلك وعلى الرغم من ذلك كاد الأهلي أن ينهي الأمور تماما بهدف – صحيح – لبركات ألغاه الحكم بدون وجه حق وبعد هذه اللعبة مباشرة أرتدت الكرة ليرتكب أحمد السيد فاول – أسف في اللفظ غبي – ضد لاعب باتشوكا بدون أي سبب وجيه وبدون أدنى نوع من أنواع المسئولية ليحرز باتشوكا منها هدفه الأول بطريقة سهلة للغاية بعد أن ترك الدفاع الكرة لتمر أمامهم جميعا ويتركها أمير هو الأخر لتدخل المرمى بدون أي عناء من جانب لاعبو باتشوكا بعد هذا الهدف تحديدا تحول الاهلي الى فريق أخر وهذه جديدة على الأهلي فالكل فقد التركيز وعلى رأس من فقدوا التركيز كان مانويل جوزيه وهناك من يلعب وهو غير مركز أساسا مثل – احمد السيد وشادي محمد – ولولا وائل جمعة لكان أداء دفاع الأهلي – كوميدي لأقصى حد – ولكن وائل كان هو بطل المباراة بالفعل باستثناء الخطأ الأخير الذي تسبب في الهدف الرابع . حالة فقدان التركيز وضحت تماما في الهدف الثاني لباتشوكا .. فالفاول أساسا أرتكبه شادي محمد لأنه – مش مركز – لأنه لو فكر قليلا لوجد لاعب باتشوكا محاط بثلاثة لاعبين من الأهلي ولن يفعل أي شئ لو تركه شادي بدون أن يعرقله بهذا الشكل الغريب وكانت قمة الكوميديا وعدم التركيز واللا مبالاة في – الحيطة وحارس المرمى – وعندما سمعت تبرير أمير في قناة الأهلي أصابتني صدمة كبيرة لأن الكل شاهد أن – الحيطة – كانت ناقصة لاعب – هو فلافيو – وهو من دخلت الكرة من مكانه وفوجئت بأمير يقول أنه هو من قال لفلافيو أن يخرج خارج الحائط – علشان هو مش شايف الكورة !!!
هذا خطأ كبير من أمير بلا أدنى شك ولكنه لا يعني أن – نسن له السكاكاين – لأن غيره وأقصد الحضري ظل أكثر من ثلاثة سنوات أو يزيد يرتكب أخطاء – صبيانية – تسببت في هزيمة الأهلي ومنتخب مصر كثيرا – وأسألوا جورج وايا – وعبد الحليم علي – وغيرهم ممن زاروا شباك الحضري بأسهل الطرق الممكنة .
بعد الهدف الثاني أنتهت المباراة بالنسبة للأهلي تماما وأصبح بالظبط كفريق يلعب بدون عقل فقد فقد الجميع التركيز وعلى رأسهم الجهاز الفني وهذا خطأ لا يمكن أن يغتفر لفريق كبير بحجم الأهلي ينافس في كل هذه البطولات .
الشئ الأخر اللافت للنظر في المباراة هو معدل اللياقة البدنية للفريق المكسيكي فلم أشاهد منذ فترة فريق يضغط بطول الملعب لمدة 120 دقيقة متواصلة ولكن هذا الفريق بهذا الضغط وهذه اللياقة كان من الممكن أن – نقضي عليه تماما – لو أن جوزيه ولاعبي الأهلي في ربع تركيز الشوط الأول ولكن هذا لم يحدث .
النقطة الأخيرة التي يجب أن نشير لها وأن يعيها مسئولي الأهلي هي أن معدل أعمار لاعبي الأهلي بالفعل عالي ويجب أن يتم النزول بمعدل الأعمار بشكل متدرج حتى يستمر الأهلي في طريقه الذي بدأه منذ خمس سنوات .
في النهاية يجب أن نقول أن الهزيمة في مثل هذه البطولات أمر وارد لأنها بطولات كبيرة .. ولكن حالة التوهان التي حدثت للاعبي الأهلي هي التي – تخض – وحالة دفاع الأهلي باستثناء وائل جمعة تعلن بشكل غير مسبوق أن الأهلي يحتاج للاعبين لديهم – عقل – في الدفاع وليس دفاع على طريقة – أحمد السيد – الذي يلعب على اللاعب ثم يفكر في الكرة أين ستذهب ؟