أماه عذرا فأنت المبرئة من فوق سبع سماوات *** مهم فأقرأوه ***

أُمَّاهُ عُذْرًا
إِنَّهَا
عَائِشَةُ الْمُبَرَّئَةُ
مِن فَوْقِ سَبْعِ سَمَاوَات

بقلم
حسين بن عبد البديع الفقي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد ....
فيا أحباب المصطفى ... ويا أحفاد عمر ... ويا أبناء عائشة ...
هل سمعتم بالحفل الذي أقيم بلندن في السابع عشر من رمضان الماضي ، تحت عنوان ( عائشة في النار ) ؟ هل سمعت بقيام ياسر الخبيث ، أحد الروافض بسب أمنا عائشة وإلصاق التهم بها في هذا الحفل ؟!
هل تعرفون من عائشة ؟!!
نعم هي أمك وأم المؤمنين ، وزوج النبي الكريم، الصديقة بنت الصديق ، إنها الحصان الرزان ، العفيفة الشريفة المبرأة من فوق سبع سماوات ، حبيبة حبيب الله، وأعلم نساء الأمة بسنة رسول الله، ومع ذلك يتطاول عليها الأقزام، ويتناولها بالسب والشتم اللئام ، ومعظم أبناء الأمة كأنهم نيام...
هل سنظل غافلين طيلة الوقت ؟ حتى ولو دنس عرض رسول الله  !!.
ماذا أنت فاعل لو أن إنسانًا قال على أمك أنها كانت تزني وتتعرض للشباب ، وأنها سليطة اللسان قليلة الأدب ؟!
بالله يا كل مسلم ومسلمة ماذا ستصنعون ؟؟
ماذا ستصنع بين يدي رسول الله  وفي زمانك من تعرض لأهله بالسوء وأنت قابع بلا حراك ، بل قد لا تهتم أصلا ، بل وقد تكون ممن يقول : لماذا تهولون الأمور ؟ الأمر عادي !! لا تهتموا !! وهو في المقابل ... ربما لو خرج فريق كرة القدم الذي يشجعه من تصفيات كأس العالم لم ينم ، فتجده يتابع ، يصرخ ، يتوعد ، تصير قضية حياته .
أُمَّاهُ عُذْرًا منْ أَخِ الشَّيْطَانِ ذاكَ الْخَبِيثُ (الفاجرُ) الإِيرَانِي
أُمَّاهُ عُذْرًا حِينَمَا يَهْذُو الْجبانْ سَبَّ الْمَقَامَ العَالِيَ الأَرْكَانِ
أَوَلَسْتِ أَنْتِ مَنْ حَبَاهَا رَبُّنَا بِالآيِ تَشْهَدُ سُورَةُ القُرْآنِ
فِي (النُّورِ) أَعْلَنَ رَبُّنَا بِكِتَابِهِ لِلْإِنْسِ تُتْلَى آيُهَا وَالْجَانِ
أُمَّاهُ عُذْرًا لَوْ تَمَادَى (يَاسِرٌ) كَلْبُ الرَّوَافِضِ أَخْبَثُ الْحَيَوانِ
سَبَّ الْحُمَيْرَاءَ الَّتِي مِنْ حُسْنِهَا مَاتَ النَّبِيُّ بِحِضْنِهَا بِأَمَانِ
حَشَدَ الرِّجَالَ مَعَ النِّسَاءِ لِيَحْفِلُوا فِي لَنْدَنٍ وَبِحَضْرةِ الصِّبْيَانِ
حَشَدوا لِأَجْلِكِ أُمَّنَا كَيْ يَفْرَحُوا بِالنَّيْلِ مِنْكِ عَمَائِمُ الشَّيْطَانِ
يَا زُمْرَةَ الشَّيْطَانِ دُونَكِ رَبُّنَا هُوَ مَنْ يَذُودُ مُنَزِّلُ الفُرْقَانِ
هُوَ مَنْ يَذُودُ عَنِ النَّبِيِّ وَآلِهِ مِنْ كُلِّ كَلْبٍ عَابِدِ الأَوْثَانِ
نعم احتشدوا واجتمعوا ليحتفلوا بموت أم المؤمنين عائشة ، لذا كان ولابد وأن تكون لنا من وقفة ... فكان هذا اللقاء، وألخصه في العناصر التالية :
أولا : مقدمة بين يدي اللقاء .
ثانيا : لماذا عائشة دون غيرها من أمهات المؤمنين ؟!
ثالثا : ما هي إلا محن تحمل بين طياتها المنح .
رابعا : هذه أمك عائشة فهل تعرفها .
خامسا : حكم من قذفها . سادسا : هذه أمك فما حقها ؟!.
سابعا : قصائد نظمت في مدحها .
أولا : مقدمة بين يدي اللقاء
منذ أن بزغت شمس الإسلام وفي الناس من يكيد له ويتربص به ، منهم من كان دافعه الحسد والحقد ، ومنهم من كان من أصحاب الديانات والمذاهب الباطلة ، كانوا في بداية الدعوة يظهرون العداء ويعلنون الحرب، ويجهزون الجيوش ويجمعون الجموع ، وباءت كل جهودهم بالفشل الذريع، فقد عاد إليهم الرجل الذي طردوه من مكة ( ) بعد سنوات قليلة فاتحا ومنتصرا ومنّ عليهم بأن أعتقهم فقال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء " .
وعلت كلمة الإسلام ،وأصبح له دولة ورجال ، حطم في سنوات معدودة أقوى دولتين حينذاك فارس والروم .
أدرك ذلك الأعداء … فغيروا خطة الهجوم وأرادوا الكيد له من الداخل حيث تظاهرت طائفة منهم بالإسلام وبدأوا يدسون بين المسلمين الحقد والأضغان، وكان وجود الرسول  كفيلا بالقضاء على كل كيد وكشف كل مكر وإزهاق كل باطل ، فلم تفلح مخططاتهم وبطل كيدهم .
وبعد وفاة الرسول  وجدوا في الخلافة مدخلا لبث شكوكهم وكيدهم ومكرهم فزعموا أن عليا أولى بالخلافة ... ليس حبا في علي  فهو أول من قاتلهم وحاربهم ولكن لتفريق كلمة المسلمين، وما زالوا يكيدون ويكيدون ويطعنون في أبي بكر  لتوليه الخلافة باتفاق الصحابة ، وفي عمر وفي سائر الصحابة رضي الله عنهم ، ولم يسلم منهم إلا عدد قليل من الصحابة .
وكان لعائشة رضي الله عنها نصيب وافر من هجومهم ( ).
ثانيا : لماذا عائشة دون غيرها من أمهات المؤمنين ؟!
والسؤال الذي يطرح نفسه : لماذا عائشة رضي الله تعالى عنها دون غيرها من أمهات المؤمنين ؟!
والجواب : لأنها ليست زوجة رسول الله  فحسب ... لا .. لا ... بل لأنها أحب الناس إليه بعد والدها ، فهي بنت أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، وهي التي روت كثيرا من الأحاديث عن رسول الله  ، فالطعن فيها من أقوى الطعون وأوجعها في جسد الإسلام .
لابد وأن يعي كل مسلم ومسلمة هذه المكانة لأمنا عائشة رضي الله عنها، وتلك الغاية التي ينشدها الروافض اللئام من الطعن في أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، فليس الطعن في أم المؤمنين عائشة مجرد طعن في شخصها الكريم ، إنما هو طعن في الإسلام وفي نبي الإسلام .
كيف ذلك ؟!
إن عائشة رضي الله تعالى عنها هي أكثر راوية لأحاديث رسول الله  فلو خلص لأعداء الإسلام ما اتهموا به عائشة ، لتركت كل السنة التي جاءت بها ، فهي مع ما كانت تحمله من سنة إمام النبيين ، كان الوحي يتنزل في بيتها بكلام الله رب العالمين ، إذا لو ضربت عائشة لهدم الدين قرآنا وسنة ، وما بقي للمسلمين أصل يتمسكون به أو يرتكنون إليه ، ولنجح أعداؤنا في إبعادنا عن ديننا ، .. فهي أفقه نساء المسلمين، حتى قيل: إنّ رُبع الأحكام الشرعية نُقِلَت عنها رضوان الله عليها.
لذا شنوا هذه الحرب الشرسة عليها ...
ولكن أبشري أماه ... فلن تعدم أمة زوجك وصفيك ونبيك محمد  من رجال يحملون أرواحهم على أكف أيديهم ليهبوها فداءً لنبيهم ولآل بيته الأخيار الأطهار وأنت منهم بل وأنت على رأسهم .
وعلى مر العصور تصدى نفر من الصحابة رضي الله عنهم ومن العلماء من بعدهم للدفاع عنها وبيان فضلها ومكانتها ، ليس لإقناع هؤلاء فهم يعرفون بطلان دعواهم ، ولكن لتنبيه المخدوعين بهذه الدعايات المغرضة والأكاذيب المرجفة ..
ولعل من آخر ما أحدثه الروافض عليهم من الله ما يستحقون في الآونة الأخيرة ما قاموا به في العشر الأواخر من شهر رمضان الماضي ، حيث أقاموا احتفالية كبرى ابتهاجا بموت عائشة رضي الله عنها ، احتفالية احتضنتها لندن الكافرة في السابع عشر من رمضان تحت عنوان : " عائشة في النار "، وقام المدعو ياسر الخبيث فقال ما قال على مرأى ومسمع من العالم أجمع ، ظنا منه أنه قد أقام في صرح الإسلام بنيانا شامخا ، وأنه قد وضع لأتباعه نبراسا يسيرون عليه في طريق الهدى ، وأنه بذلك قد حاز السبق إلى العزة والرفعة ، وكذب والله ، فما أورد نفسه إلا موارد الهلاك والردى ، وأنه قد وقع في زمرة من وصفهم رب الهدى بقوله :
{ قل هل أنبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } .
وما علم أن صنيعه هذا – إن شاء الله تعالى - إنما هو محض استدراج من الله جل وعلا له ، وإليك شواهد ذلك ..
أولا : قيام هذا الخبيث بسب أمنا أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك ، وما أدراك ما هذه الأيام ؟!، أيام صفت فيها النفوس ، وأُخلصت فيها القلوب ، وتقرب فيها العباد لعلام الغيوب ، فهم أقرب ما يكونون فيها لاستجابة دعواتهم ، وقبول رجائهم ، ثم أن في هذه الأيام ساعات تستجاب فيها الدعوات ، فلكل صائم دعوة مستجابة ، ثم أن فيها ليلة القدر والتي هي خير من ألف شهر ، وهي ليلة محط تنزل الرحمات واستجابة الدعوات أيضا ... وبعد ...
فلك أن تتخيل كم الدعوات التي انهالت على هذا الدعي الشقي من مليار مسلم ويزيد، كلهم يجأرون إلى الرب العلي سبحانه بأن ينتقم من هذا الخبيث ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، استجاب المولى جل وعلا لدعوات ولهجات الموحدين له ، المؤمنين برسله ، الموقرين لآل بيت نبيه وجميع صحبه ، فاستدرج هذا الخبيث ليسطر نهايته بيده لا بيد غيره ،!
ثانيا : استدراج هذا الخبيث فكانت المباهلة – وهي الملاعنة – بينه وبين شيخ السنة والجماعة الشيخ / محمد الكوص ، وذلك يوم الجمعة الماضي الموافق (8/10/2010م) وفي تمام الساعة الثالثة عصرا ، أي في الساعة التي هي عند غالب أهل العلم أنها ساعة الاستجابة من يوم الجمعة والمشار إليها بقوله  وكما في الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة :
" إن في الجمعة لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه إياه ".
ساعة يلعن فيها نفسه ويؤمن على دعائه هذا آلاف بل ملايين المسلمين الموحدين ، ويلعنه فيها الشيخ محمد الكوص ويؤمن على دعائه آلاف بل ملايين المسلمين الموحدين ، أيّ استدراج هذا ؟!
لا شك أنه مكر الله به، وصدق الله القائل :
{ سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ، وأملي لهم إن كيدي متين }
ونحن الموحدين من أهل السنة والجماعة ننتظر أفاعيل المولى جل وعلا به إن شاء الله تعالى كما فُعل بحسن شحاته ، هذا الداعية المصري الشيعي والذي قام بمثل هذه المباهلة منذ أكثر من أربع سنوات ، فما مرت عليه أشهر ست إلا وقد ابتلاه الرب جل في علاه بالأمراض والأوجاع والأسقام ما أقعده الله به عن الحركة فصار يحبوا على أربع كالدواب ، وأخرس الله لسانه فأصبح يشير فلا يعرف مراده ، وجعله الله تبارك وتعالى وحتى الآن عبرة لمن يعتبر ، ولكن هل من معتبر يا قوم.
هل من معتبر فيراجع ما سطره المولى جل وعلا في كتابه عقب محنة الإفك بقوله : { لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم } نعم والله إنه لخير ..
فما هي إلا محن تحمل بين طياتها المنح :
وهذا هو عنصرنا الثالث من عناصر هذا اللقاء ، ومن الخير والمنح الذي خلفته هذه المحنة ، محنة ياسر الخبيث وأتباعه ما يلي :
أولا : تعرف كثير من المسلمين على أمر شرعي جهله كثير منهم ألا وهو أمر المباهلة – وهو الملاعنة -، وأصله في كتاب الله تبارك وتعالى ، في قوله سبحانه : { فقل تعالوا ندعوا أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين } الآية .
ثانيا : إفصاح الرافضة عن مكنونات عقائدهم ، ونشر فساد معتقداتهم ، والتي أدت إلى كشف سترهم بين يدي من انخدع بهم وهتف لهم ، { والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون }.
ثالثا : هبت الأمة لتذكر نفسها وتذكر غيرها بمناقب أم المؤمنين عائشة.
وغير هذا كثير من المنح الكثيرة ولعل أعلاها ، تلك التي دفعت أمة الحبيب المصطفى  خاصة ، بل وكثير من جموع البشرية عامة، إلى النظر والبحث عن مكانة أمي ، وأمك ، وأم كل الموحدين الصادقين ، عائشة رضي الله عنه ، وهذا هو عنصرنا الرابع والذي بعنوان: ....

رابعا : هذه أمك فهل تعرف لها فضلها
نسبها : هي عائشة بنت أبي بكر الصديق - رضي الله عنها - وُلدت في السنة الخامسة من البَعثة النبوية ..
أبوها: أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تَيْم بن مُرَّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أمها: أم رُومان بنت عامر بن عميرة بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن غنم بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
كنيتها :. تكني بأم عبد الله، كناها بذلك رسول الله  بابن أختها عبد الله ابن الزبير، فقد أخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: يا رسول الله كل صواحبي لهن كنى، قال: " فاكتنى بابنك عبد الله "( ).
يعني ابن أختها، عبد الله بن الزبير ( ).
فهي عائشة بنت أبي بكر الصديق. وأمها أم رومان بنت عامر بن عويمر الكنانية ، وهي التي ولدت في ظلال الإسلام، كما قالت: "لم أعقل أبويَّ إلا وهُما يدينانِ الدين"، فقد ولدت في الإسلام وفي بيئة إسلامية.
خطبها النبيُّ  وهي بنت ست سنين، وتزوجها وهي بنت تسع، وكان ذلك في السنة الثانية للهجرة، وعندما توفي النبي  كان عمرها ثمانيةَ عشر عامًا ، رضي الله تعالى عنها وأرضاها.
أيتها الأصيلة القرشيّة التيميّة المكّية..
يا ابنةَ صاحب رسول الله ..
يا حبيبةَ أشرف خَلْقِ الله ، عذرا ...
فوالله ما عرف قدرك من سبك ، ولا عرف مكانتك من تطاول عليك ..
فيا أماه عذرا ...
وإليك يا من لا تعرف عن أم المؤمنين إلا اسمها ...
إليك بعض خصائصا وطرفا من مناقبها ..
فأعرني جميع جوارحك وتدبر وتأمل مكانة أمك
من خصائصها :
1- أن النبي  لم يتزوج بكراً غيرها، وهذا باتفاق أهل النقل ( ) .
2- لم ينكح النبي  امرأة أبواها مهاجران بلا خلاف سواها.
3- أن أباها وجدها وأخاها صحابة رضي الله عنهم أجمعين.
4- كان أبوها أحب الرجال إلى النبي  وأعزهم عليه ( ).
5- أن أباها أفضل الناس بعد رسول الله  وهذا باتفاق أهل السنة والجماعة.
6- من أنكر كون أبيها أبي بكر الصديق رضي الله عنه صحابياً كان كافراً، نص عليه الشافعي فإن الله تعالى يقول: { إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا }( ) ، ومنكر صحبة غير الصديق يكفر لتكذيبه التواتر.
7- إنها الشريفة التي زوّجها الله عزّ وجلّ لنبيّه، واختارها له، واصطفاها رفيقةً لدربه: يقول لها  : (رَأَيْتُكِ فِي الْمَنَامِ يَجِيءُ بِكِ الْمَلَكُ – جبريل- فِي سَرَقَةٍ – قطعة - مِنْ حَرِيرٍ، فَقَالَ لِي: هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَكَشَفْتُ عَنْ وَجْهِكِ الثَّوْبَ فَإِذَا أَنْتِ هِيَ، فَقُلْتُ: إِنْ يَكُ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ)( ).
وها قد أمضاه الله عزّ وجلّ . وكان ذلك إثرَ وفاة خديجة رضي الله عنها فتزوَّج بها وبسودة بنت زمعة رضي الله عنها في وقتٍ واحد، ولكنَّه دخل بسودة، وتفرَّد بها ثلاثة أعوام، حتى بنَى بعائشةَ في شوال بعد وقْعة بدر.
8- يا قوم: هي عائشة رضوان الله عليها، زوجة رسول الله ، وعِرضه، وشرفه.. في الدنيا والآخرة، وفي الجنّة بإذن الله سبحانه وتعالى، يقول لها المصطفى : " أما ترضين أن تكوني زوجتي في الدنيا والآخرة؟ قلتُ: بلى والله، قال: فأنتِ زوجتي في الدنيا والآخرة " ( )..
فهل يختار الله تعالى لنبيه زوجة زانية ؟!!
فهل يختار الله تعالى لنبية امرأة تشاغل الشباب ؟!!
هل يختار الله لصفيه إلا صفية طاهرة مطهرة ؟!!
هل يختار الله لصفيه إلا عفيفة شريفة ؟!!
ولكن تعاليت أُمّنا بشرفك وحصانتك وعفتك عما يقول الرافض علوا كبيرا ، علوّا وسموّا شهد لك به القرآن ، وأظهر طهرك وعفتك رغم أنوفهم الله... الملك الديان .. فعذرا أمنا ...
9- "أنها كانت أحب أزواج النبي  إليه: قال له عمرو بن العاص: يا رسول الله أي الناس أحب أليك؟ قال: " عائشة "، فقلت من الرجال؟ قال: " أبوها "، قلت ثم من؟ قال: " عمر بن الخطاب "، فعد رجالاً "( ).
10- أنه  قدمها بمحبتها على كل أحد ففي صحيح مسلم " لما جاءت فاطمة رضي الله عنها إلى النبي  قال لها: ألست تحبين ما أحب؟ قالت: بلى، قال : " فأحبي هذه " يعني عائشة ، وهذا الأمر ظاهر الوجوب، ولعل من جملة أسباب المحبة كثرة ما بلغته عن النبي  دون غيرها من النساء الصحابيات" ( ) .
11- أنها كانت تغضب فيترضاها  ولم يثبت ذلك لغيرها ،ففي الحديث المتفق عليه أنها رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله  : " إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت عني غضبى " فقلت : من أين تعرف ذلك ؟ فقال : " إذا كنت عني راضية فإنك تقولين : لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى قلت : لا ورب إبراهيم . قالت قلت : أجل والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك ".
12- أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله  فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه، يبتغون بذلك مرضاته  ( ).
13- أن سودة وهبت يوماً لها بخصوصها ( ).
14- كان لها يومان وليلتان في القسم دونهن لما وهبتها سودة يومها وليلتها( ).
15- تسابق النبي  معها: ففي سنن أبي داو عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت مع رسول الله  في سفر قالت فسابقته فسبقته على رجلي فلما حملت اللحم سابقته فسبقني قال : " هذه بتلك السبقة ". ( ).
16- ثناء النبي عليها : ففي الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله  يقول: " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".( ).
17- وكان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها . في البخاري قال رسول الله  : " يا أم سلمة لا تؤذونني في عائشة فإنه والله ما نزل عليّ الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها ".
بالله ماذا تشعر والنبي يقول : " لا تؤذوني في عائشة "
18- أن جبريل عليه السلام أقرأها السلام : في الصحيحين عن أبي سَلَمَة عن عائشة أنَّ النبي  قال لها: " إنَّ جبريل يقرأ عليك السلام " قالت: فقلت وعليه السلام ورحمة الله .
19- دعاءُ النبيِّ لها: عن عائشةَ قالت: لمَّا رأيتُ مِن النبي  طِيبَ النَّفْس قلت: يا رسولَ الله، ادعُ اللهَ لي، فقال: " اللهمَّ اغفرْ لعائشةَ ما تقدَّم مِن ذنبِها وما تأخَّر، وما أسَرَّتْ وما أعْلَنتْ "، فضحِكتْ عائشةُ حتى سقَط رأسها في حجْرِ رسولِ الله  من الضحِك، فقال:" أيَسرُّكِ دُعائي؟ "، فقالت: وما لي لا يَسرُّني دعاؤك؟! فقال: " واللهِ إنَّها لدَعْوَتي"( )
20- إنها أمّ المؤمنين.. المؤمنة، الحصيفة، الحكيمة، الوفيّة، التي عندما خَيّرها وكانت أول من خيرت من أزواج النبي  في البقاء معه مع ضيق العيش وبين الفراق والسراح الجميل فاختارت الله ورسوله  على الفور، واستن بها أزواج النبي  وكن تبعاً لها في ذلك، والدليل ما رواه البخاري في صحيحه بسنده: " أن عائشة زوج النبي  قالت لما أمر رسول الله  بتخيير أزواجه بدأ بي فقال : " إني ذاكر لك أمراً ، فلا عليك أن تعجلي حتى تستأمري أبويك".قالت : وقد علم أن أبوي لم يكونا يأمراني بفراقه ، قالت : ثم قال : " إن الله جل ثناؤه قال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}( ) إلى {أَجْرًا عَظِيمًا} " قالت : فقلت : ففي أي هذا استأمر أبوي ـ فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة قالت : ثم فعل أزواج النبي  مثل ما فعلت" ( ) .
21- نزول آية التيمم بسبب عقدها حين حبس رسول الله  الناس، وقال أسيد بن حضير: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر. والقصة أخرجها البخاري في صحيحة ( )
22- نزول براءتها من السماء بما نسبه إليها أهل الإفك في ست عشرة آية متوالية، وشهد الله لها بأنها من الطيبات، ووعدها بالمغفرة والرزق الكريم، وانظر تواضعها وقولها: ولشأني في نفسي كان أحقر من أن يتكلم الله في بوحي يتلى. والقصة أخرجها البخاري في صحيحة ( ).
فطوبى لأبي أيوبٍ (خالد بن زيدٍ)، ، وعن أمثاله من المؤمنين الطاهرين الصادقين، ذلك الصحابيّ الجليل الواثق المؤمن الحق، والثابت على الحق، الذي " قالت له امرأته أمّ أيوب: يا أبا أيوب، ألا تسمع ما يقول الناس عن عائشة؟.. قال: بلى، وذلك الكذِب، أكنتِ يا أمّ أيوبٍ فاعلة؟.. قالت: لا واللهِ ما كنت لِأفعَلَه، قال: فعائشة واللهِ خيرٌ منكِ..)!..( ).
والويل لأهل الإفكِ والشِّركِ والضلال والتضليل والفجور -على مّرّ السنين والعصور- الذين توعّدهم الله عزّ وجلّ ووبّخهم وقرّعهم في مُحكَم تنزيله، وأعدّ لهم شديدَ عذابه وعقابه:
{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّناً وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ. وَلَوْلا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ. يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ } ( )
يا سيّدة الطُّهر والعفاف عذرا ِ.. يا سليلةَ البيتِ المسلم الطاهر الصابر الصادق عذرا .. يا قدوةَ نساء المسلمين.. يا بنتَ الفضيلة عذرا .. ألستِ ربيبةَ بيت النبوّة والإيمان والعزّة والشموخ والطهارة والشرف الرفيع؟!
عذرا أماه فوالله الذي لا رب سواه لو كان الأمر بأيدينا لفديناك بأرواحنا ولزدنا عنك بأبنائنا ، ولدافعنا عنك بالغالي والنفيس ... فعذرا أماه وكيف لا ؟!!!! .
23- أليست هي التي نزل فيها قرآن يتلى إلى يوم القيامة، وهي الآيات من سورة النور ( 11 إلى 26 )، وهذا باتفاق المسلمين.
24- شرع جلد القاذف وصار باب القذف وحده باباً عظيماً من أبواب الشريعة وكان سببه قصتها رضي الله عنها، وهو قول سعيد بن الجبير – رحمه الله – ( ).
25- لم ينزل بها أمر إلا جعل الله لها منه مخرجاً وللمسلمين بركة، كآية التيمم وحد القذف، ولذلك يقول أسيد بن حضير رضي الله عنه جزآك الله خيراً فوالله ما نزل بك أمر قط إلا جعل الله لك منه مخرجاً، وجعل للمسلمين فيه بركة.( ).
26- أن من قذفها فقد كفر لتصريح القرآن الكريم ببراءتها، قال ابن كثير – رحمه الله– في البداية والنهاية ( ): وقد أجمع العلماء على تكفير من قذفها بعد براءتها، واختلفوا في بقية أمهات المؤمنين، هل يكفر من قذفهن أم لا؟على قولين: أصحهما أنه يكفر واختاره شيخ الإسلام ( ).
27- اختياره  أن يمرض في بيتها ، فكان  يسأل في مرضه الذي مات فيه يقول: " أين أنا غدًا؟ أين أنا غدًا؟" ؛ يريد يوم عائشة، فأذن له أزواجه يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها"؛. ( ).
28- وفاته  بين سحرها ونحرها ( ).
29- وفاته  في يومها( ).
30- دفنه  في بيتها ( ).
31- اجتماع ريق رسول الله  وريقها في آخر أنفاسه ، وذلك حين طيبت له سواكه( ). قالت رضي الله عنها : "توفي رسول الله  في بيتي، وفي يومي وليلتي، وبين سَحْري ونَحْري، ودخل عبد الرحمن بن أبي بكر ومعه سواك رطب، فنظر إليه رسول الله  حتى ظننت أنَّه يريده، فأخذتُه - أي: أخذت السواك - فمضغته ونفضته وطيَّبته، ثم دفعتُه إليه، فاستنَّ به كأحسن ما رأيته مستنًّا قطُّ، ثم ذهب يرفعه إليَّ، فسقطت يده  فأخذت أدعو له بدُعاء كان يدعو له به جبريل  وكان هو يدعو به إذا مرض، فلم يدعُ به في مرضه ذاك، فرفع - عليه الصلاة والسلام - بصره إلى السماء، وقال: " الرفيق الأعلى "، وفاضت نفسه، فالحمد لله الذي جمع بين ريقي وريقه في آخر يومٍ من أيام الدنيا".
32- لم يرو عن النبي  امرأة أكثر منها.
33- كانت أكثر نساء النبي علماً، قال الزهري: لو جمع علم عائشة إلى علم جميع النساء لكان علم عائشة أفضل( ).
34- أنها سبقت النساء بعلمها : فهي بحرٌ لا يُدرك قعرُه، عُبابٌ لا تُكدِّره الدِّلاءُ، حتى صارتْ مُعلِّمة للأمَّة، ومرجعًا يُرجَع إليه في المسائل العويصة مِن العلم، هي مُعلِّمة الرجال والأجيال .
قال الذهبيُّ في "السير": "رَوَتْ عنه  عِلمًا كثيرًا، طيبًا مباركًا فيه، وعن أبيها، وعن عمر، وفاطمة، وسعد، وحمزة بن عمرو الأسلمي، وجُدَامَة بنتِ وهْب".
ملأتِ الدنيا علمًا، فهي في روايةِ الحديث نسيجُ وحدِها، وَعَتْ من أحاديثِ رسول الله  ما لم تعِه امرأةٌ من نسائه، ورَوتْ عنه ما لم يروِ مثلَه أحدٌ من الصحابة إلاَّ أبا هريرة وعبدالله بن عمرو - رضي الله عنهم أجمعين.
35- كانتْ من أنفذِ الناس رأيًا في أصولِ الدين، ودقائق الكتاب المبين، وكانتِ الصحابة يَرْجعون إليها في كثيرٍ من المسائل، وكم استدركتْ - رضي الله عنها - على الصحابة، فإذا عَلِموا بذلك منها، رَجَعوا إلى قولها.
قال مسروق: "رأيت مشيخةَ أصحاب محمَّد  يسألونها عن الفرائض"( )
وقال عطاءُ بن أبي رَبَاح: "كانتْ عائشة من أفقهِ الناس، وأحسن الناس رأيا في العامَّة"( )
وقال الزهريُّ: "لو جُمِع عِلمُ الناس كلِّهم وأمهات المؤمنين، لكانتْ عائشةُ أوسعَهم علمًا"( )
وذكَرَها - رضي الله عنها - الشيخُ أبو إسحاق الشِّيرازي في طبقاته في جملة فقهاءِ الصحابة، وقدَّمها ابنُ حزم على سائرِ الصحابة لَمَّا ذكَر أسماء الذين رُويتْ عنهم الفتاوى في الأحكام. ( )
وقال الحاكم أبو عبدالله: "حُمِل عنها رُبُع الشريعة".( )
36- رجوع الناس إلى العمل بقولها: فانظرْ إلى ما رواه الإمام أحمدُ في مسنده من طريق منصور، عن مجاهد، عن أبي بكر بن عبد الرحمن، قال: قال أبو هريرة: مَن أصْبح جُنبًا فلا صومَ له، فأرسل مرْوان أبا بكر ابن عبد الرحمن إلى عائشةَ يسألها، فقال لها: إنَّ أبا هريرة يقول: مَن أصبح جُنبًا فلا صومَ له؟ فقالت عائشة: " قد كان رسولُ الله  يُجنِب، ثم يتمُّ صومَه " ، فأرسل إلى أبي هريرة، فأخبَرَه أنَّ عائشة قالت: "إنَّ رسولَ الله  كان يُجنِب ثم يُتمُّ صومَه"، فكفَّ أبو هريرة.
فانظر إلى حافظِ الصحابة أبي هريرة؛ إلى كفِّه عن الحديث، وهو الذي ما امْتَنع عن حديثِ الناس، ولكن لَمَّا أخبرتْه عائشة توقَّف! وفي بعضِ الروايات قال: هي أعلمُ منِّي برسولِ الله .
قال عُروة - كما في السير للذهبي -: "فلئن ذهَبَ عِلمُها، لم أسأل عنه - رضي الله عنها" ( )
37- إن الأكابر من الصحابة كان إذا شكل عليهم الأمر في الدين استفتوها فيجدون الأمر في الدين استفتوها فيجدون علمه عندها ...
قال أبو بردة ابن أبي موسى عن أبيه : "ما أشكل علينا أصحاب رسول الله  حديث قط فسألنا عائشة إلا وجدنا عندها منه علماً" ( ).
38- أنها من أكثر الصحابة فتوى، قال ابن حجر – رحمه الله – ( ) أكثر الصحابة فتوى مطلقاً سبعة: عمر وعلي وابن مسعود وابن عمر وابن عباس وزيد بن ثابت وعائشة رضوان الله تعالى عليهم.
39- كانتْ - رضي الله عنها - من أفصحِ النِّساء : وما رأى الناسُ أفصحَ منها، وما سَمِعوا أبلغَ منها، ليس رسولَ الله . روى الحاكمُ في المستدرك (4/11) بسنده عن ابن سيرين عن الأحنف، قال: "سمعتُ خُطبةَ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والخلفاء بعدَهم، فما سمعتُ الكلام من فمِ مخلوقٍ أفخمَ ولا أحسن منه مِن فِي عائشةَ".
40- كانت صاحبة معرفة بالطب وفنونه : وقد يتعجَّب بعضُ الناس، ويظنُّ أنَّ عائشة - رضي الله عنها - لا تعرِف إلا عِلمَ الشريعة فقط، هيهات هيهات! بل حتى عِلم الطب عَلِمتْ به، ولكن العجب يَنتهي عندما يقرأ مثلَ هذا الخبر: روى أحمد في "المسند" وغيرُه عن هشامِ بن عروة، قال: كان أبي يقول لعائشة - رضي الله عنها -: يا أُمَّتاه، لا أعجبُ من فِقهك؛ أقول: زوجةُ نبي الله، وابنة أبي بكر، وكان أعْلمَ الناس، ولكن أعجبُ مِن عِلمك بالطب: كيف هو؟! ومِن أين هو؟! - أو ما هو؟ - قال: فضربتْ على مَنكِبه، وقالت: أيْ عُرَيَّةُ، إنَّ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يَسْقَم عندَ آخِر عمره - أو في آخِرِ عمره - وكانتْ تَقْدَم عليه وفودُ العرب من كلِّ وجه، فتنعت له الأنعات، وكُنتُ أُعالِجها له؛ فمِنْ ثَمَّ".
41- أن عمر فضلها في العطاء عليهن، كما أخرجه الحاكم في مستدركه من جهة مصعب بن سعد قال: فرض عمر لأمهات المؤمنين عشرة آلاف وزاد عائشة ألين، وقال: إنها حبيبة رسول الله .
42- كانتْ خير زوجة وكانت كريمة اليد: كريمة النَّفْس، صبرَتْ مع الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الفقرِ والجوع، حتى كانتْ تمرُّ عليها الأيَّام الطويلة، وما يُوقَد في بيت رسولِ الله نارٌ لخبز أو طبيخ، وإنَّما كانَا يعيشانِ على التمر والماء. رضي الله عنها، لم يُزعجْها الفقر، ولم يُبطِرها الغِنَى، صانتْ عِزَّة نفسها، فهانَتْ عليها الدنيا، فما عادتْ تُبالي بإقبالها ولا إدْبارها. عن عبدالله بن الزُّبَير - رضي الله عنهما - قال: "ما رأيتُ امراتَيْن قطُّ أجودَ من عائشة وأسماء، وجُودهما مختلف: أمَّا عائشة فكانتْ تَجْمَع الشيء حتى إذا اجتمع عِندَها قسمتْ، وأمَّا أسماء فكانتْ لا تُمسِك شيئًا لغدٍ"( ) هذا جُودها وكَرَمها، وبذلها وتصدُّقها، وإنفاقها المال؛ ابتغاءَ مرضاةِ الله.
43- كانت من أعبد الناس لربها: فكما يقول القاسِم بن محمَّد عنها: "كانتْ عائشةُ تصوم الدهر"؛ أخرجه ابن سعد في "الطبقات"، والمعنى: أنها كانت تصوم غيرَ الأيام المنهي عنها كالعيدين، وأيام التشريق، والحَيْض.
وفي "السمط الثمين" لمحبِّ الدين الطبري عن عُروةَ بنِ الزبير قال: "كنتُ إذا غدوتُ أبدأ ببيت عائشة - رضي الله عنها - فأُسلِّم عليها، فغدوتُ يومًا، فإذا هي قائمةٌ تسبِّح، وتقرأ: ﴿ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ ﴾( )، وتدْعو، وتبكي، وتُردِّدها، فقمتُ حتى مللتُ القيام، فذهبتُ إلى السوق لحاجتي، ثم رجعتُ، فإذا هي قائمةٌ كما هي تُصلِّي وتبكي.
44- كانت من أشد النساء ورعا وحياءً : فمن ورعها رضي الله عنها أنَّها احتجبتْ من رجُل أعمى دخل عليها، ولما قال لها: تحتجبين مني، ولستُ أراك؟ قالت: "إن لم تكن تراني، فإني أراك"، وكانت في الطواف لا تُخالط الرجال.
بل ومن شدة حيائها رضي الله تعالى عنها ما رواه أحمد عنها قالت : " كنت أدخل بيتي الذي فيه رسول الله  وإني واضعة ثوبي وأقول إنما هو زوجي وأبي فلما دفن عمر  معهم فوالله ما دخلته إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر " ( ).
45- شجاعة مقدامة في جهادُها: فقد كانتْ تشارك فيه كأيِّ امرأةٍ دون تمييز، وذلك ضمنَ الحدود التي وضَعَها الشرع؛ مِن سقاية الماء، ومداواة الجرْحى، وإعداد الطعام، ولا يَخْفَى علينا دورُها وهي بنت صغيرة في حادثِ الهجرة، حتى إنَّ أبا بكر جَنَّد أهلَ بيته لخدمة دِين الله.
وفي غزوة أُحُد كانت عائشةُ - رضي الله عنها - تشارك في حمْل الماء على عاتِقِها لسقاية المجاهدين، وكانتْ ما تزال صغيرةَ السِّنِّ، ولكنَّها شاركتْ للمرة الأولى في هذه الغزوة.
رَوَى الشيخانِ عن أنس: "ولقدْ رأيتُ عائشة بنت أبي بكر، وأمَّ سليم، وإنَّهما لمشمرتان، أرَى خَدَم - خلخال - سُوقِهما، تنقلان القِرَب على متونهما، ثم تُفرغانِه في أفواههم، ثم تَرجعانِ فتملآنها، ثم تَجيئان تُفرغانه في أفواه القَوْم.
وفي غزوة الخَنْدق، كان لها شَجاعةٌ نادرة، وجُرأة مشهورة، حتى إنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أنكر جُرْأتها لَمَّا رآها تقترب من الصفوف الأُولى للمجاهدين!
روى الإمامُ أحمد في مسنده عن عائشة - رضي الله عنها - أنها قالت: "خرجتُ يومَ الخندق أقْفو الناسَ، فسمعتُ وئيدَ الأرض ورائي، فإذا أنا بسعدِ بن معاذ، ومعه ابنُ أخيه الحارث بن أوْس، يَحْمل مِجَنَّه، قالت: فجلستُ إلى الأرض، فمرَّ سعد وعليه دِرْع من حديد قد خرجتْ منها أطرافُه، فأنا أتخوَّف على أطرافِ سعْد، قالت: وكان سعدٌ من أعظمِ الناس وأطولهم، فمرَّ وهو يَرْتَجِز، ويقول:
لَبِثَ قَلِيلاً يُدْرِكُ الهَيْجَا جَمَلْ مَا أَحْسَنَ المَوْتَ إِذَا حانَ الأَجَلْ
قالت: فقمتُ فاقتحمت حديقةً، فإذا نفرٌ من المسلمين، فإذا فيها عمرُ ابن الخطَّاب، وفيهم رجلٌ عليه سبغةٌ له - تعني: المِغفر - فقال عمر: ما جاء بكِ؟! والله إنَّك لجريئة، وما يُؤمِّنك أن يكون بلاءٌ أو يكون تحوُّز، فما زال يلومني حتى تمنيتُ أنَّ الأرض فُتِحت ساعتئذٍ فدخلتُ فيها، فرَفَع الرجلُ السبغةَ عن وجهه، فإذا هو طلحةُ بن عُبَيدالله، فقال: يا عمرُ، ويحَك! إنَّك قد أكثرتَ منذ اليوم، وأين التحوُّزُ أو الفرار إلاَّ إلى الله - عزَّ وجلَّ"؛ ا.هـ.
وفاتها - رضي الله عنها -: تُوفِّيت - رضي الله عنها وأرْضاها - سَنةَ سَبْعٍ وخمسين على الصحيحِ، وقيل: سَنَة ثمان وخمسين، في ليلةِ الثلاثاء لسَبْعَ عشرةَ خَلَتْ مِن رمضان بعدَ الوتر، ودُفنت من ليلتها، وصلَّى عليها أبو هريرة، بعدَ أن عمرتْ ثلاثًا وستين سَنَة وأشهرًا - كما ذَكَر الذهبيُّ في "السِّير" ( ) .

حكم من سب أم المؤمنين:
إنَّ علماء الإسلام من أهل السنة أجمعوا قاطبةً على أنَّ مَن طعن في عائشةَ بما بَرَّأها الله منه، فهو كافر مكذِّب لما ذكره الله من بَراءَتِها في سورة النور.
وقد ساق الإمامُ ابن حزم بسنده إلى هشام بن عمار قال: سَمِعت مالك ابن أنس يقول: مَن سَبَّ أبا بكر وعمر، جُلِدَ، ومَن سَبَّ عائشةَ، قُتل،!
قيل له: لِمَ يُقتَل في عائشة؟ قال: لأَنَّ الله تعالى يقول في عائشة رضي الله عنها : ﴿ يَعِظُكُمَ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾( )
قال مالك: فمَن رماها، فقد خالفَ القرآن، ومَن خالف القرآن، قُتل.
قال ابن حزم: قولُ مالك ها هنا صحيح، وهي رِدَّة تامَّة، وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءَتِها.
قال أبو بكر ابن العربي: "لأَنَّ أهلَ الإفك رَمَوا عائشةَ المطهرة بالفاحشة، فبَرَّأها الله، فكل مَن سَبَّها بما برأها الله منه، فهو مكذِّب لله، ومن كذب الله، فهو كافر، فهذا طريق مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر".
قال القاضي أبو يَعْلَى: "مَن قذف عائشةَ بما بَرَّأها الله منه، كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غَيْرُ واحد، وصرح غيرُ واحد من الأئمة بهذا الحكم".
وقال ابنُ أبي موسى: "ومَن رمى عائشة - رضي الله عنها - بما بَرَّأها الله منه، فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة".
وقال ابنُ قُدامة: "ومِنَ السنة الترضِّي عن أزواج رسول الله  أمهات المؤمنين، المطهَّرات المبرَّآت من كل سوء، أفضلهن خديجة بنت خويلد، وعائشة الصديقة بنت الصديق، التي بَرَّأها الله في كتابه زوج النبي  في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما بَرَّأها الله منه، فقد كفر بالله العظيم".
وقال الإمام النووي - رحمه الله -: "براءة عائشة - رضي الله عنها - من الإفك، وهي براءة قطعية بنصِّ القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان - والعياذ بالله - صار كافرًا مرتَدًّا بإجماع المسلمين".
وقال ابن القيم - رحمه الله -: "واتفقت الأمة على كُفْرِ قاذفها".
وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: "أجمع العلماء - رحمهم الله - قاطبةً على أنَّ مَن سَبَّها بعد هذا، ورماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنَّه كافر؛ لأنَّه معاند للقرآن".
وقال بدر الدين الزركشي: "مَن قذفها، فقد كفر؛ لتصريحِ القرآن الكريم ببَراءَتِها".
وقد بنى العلماءُ كلامَهم في حكم مَن قذف عائشة على أدلة، ومنها:
1- الاستدلال بما جاء في سورة النور من التصريح ببراءتها، فمن اتَّهمها بذلك بعدما برأها الله، فإنَّما هو مكذب لله تعالى وتكذيبُ الله كفرٌ لا شَكَّ فيه.
2- أن في الطعن في أهل بيت النبي  إيذاءً له  ولا شك أن إيذاءَه  كفرٌ إجماعًا، ومما يدُلُّ على تأذي النبي بقذف زوجه ما أخرجه الشيخان في صَحيحَيْهما من حديث الإفك عن عائشة قالت: "... فقام رسول الله  من يَوْمِه، فاسْتَعْذر من عبدالله بن أُبَيٍّ وهو على المِنْبَر، فقال: " يا معشر المسلمين، مَن يَعْذِرُنِي من رجل قد بلغني عنه أذاه في أهلي، والله ما علمت على أهلي إلاَّ خَيْرًا... "؛ الحديث.
فقوله  : " مَنْ يَعْذِرُنِي "؛ أي: مَن ينصفني ويقيم عُذري إذا انتصفتُ منه؛ لِما بلغني من أذاه في أهل بيتي، فثبت أنَّ النبيَّ  تأذَّى بذلك تأذِّيًا استعذر منه.
قال الإمام القرطبي عند تفسيره لقوله - تعالى -: ﴿ يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا ﴾ ( )؛ "يعني: في عائشة... لما في ذلك من أذية رسول الله  في عِرْضه وأهله، وذلك كفر من فاعله".
3 - كما أن الطعن في عائشة يستلزم الطعن في الرسول  لأنَّ الله - سبحانه - قد قال: ﴿ الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ ﴾ ( )
قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله -: "أي: ما كان الله ليجعلَ عائشةَ زوجةَ رسول الله  إلاَّ وهي طيِّبة؛ لأنه أطيبُ من كل طيب من البشر، ولو كانت خبيثة، لَمَا صَلَحَت له شرعًا ولا قدرًا".
اللهم نُشهدك على حُبِّ نبيك وزوج نبيك، اللهم احشُرنا معهم، وهذا القليل فتقبَّله منا.
هذه أمك فما حقها عليك ؟
1- الدفاع عنها بكل ما تستطيع ، انشر هذه المطوية ، وزع الكتب المعرفة بها ، ساهم في نشر الأشرطة والأسطوانات ، شارك في الحملات الموجودة على المواقع والمنديات والفايس بوك التي تدافع عنها لتبرئ ذمتك أمام الله تعالى
2- نريد أن يكون شعار (كوني عائشة ) فعالا ، نريد أن نقتدي بأخلاقها ، بأدبها ، بعلمها ، بعبادتها ، بمنهجها في الحياة .
3- للأخوات : انصري أمك بأن تقتدي بها في كل شيء ، وأول شيء ، هل تعرفين ما كان حجابها ؟ بالله دافعي عن أمك بحجابك .
4- نريد من الرجال الغيرة لأمهم فكل راعٍ مسئول عن رعيته ، فيا آباء أخرجوا لنا ابنتكم كعائشة ، ويا أزواج اجعلوا من عائشة مثالا تحتذي به زوجتك.
5- كانت أمنا عائشة توصي بحفظ سورة النور ، فنريد من الجميع حفظ هذه السورة ودراسة وتدبر آياتها .
6- قفوا جميعا يا مسلمون لتدافعوا عن أمكم ، حتى لا يعمنا الله بعذاب غيرة لرسول الله  .


قصائد نظمت في مدح أم المؤمنين عائشة رضي الله تعالى عنها
وتحت عنوات : " القصيدة النونية في مناقب عائشة أم الأمة المحمدية " كتبت إحداهن قائلة ( ) :
يَا أمَّنا يا أمَّ كل المؤمنيــنْ يا حِبَّ خيرِ الخلقِ خيرِ المرسلينْ
يا مَنْ عُرِفْتِ أحَبَّ خَلْقِ اللهِ للهادي وذاكَ لـَعـَمْرِيَ الفضلُ المبينْ
يا مَنْ حُبِيتِ الفقهَ و الإيمانَ حتى صِرتِ مـَدْرَســَةً لخيرِ التابعينْ
يا مَنْ حياؤُكِ قد تسَامى للعُلا حتى استَحَيْتِ مِنَ الصَّحابيِّ الدَّفـِينْ
يا مَنْ بَراءَتُكِ بـِآيٍ نُـزِّلَتْ محفوظَةً .. بِوَعيدِ رَبِّ العالمينْ
يا بِنْتَ خيرِ الناسِ بعد الأنبيا يا دُرَّةً قد زانَـها العقلُ الرَّزِينْ
يا أُمُّ مَعْذِرَةً يدي مَغـْلولَةٌ أَبـْغِي فِداكِ بِنَبْضِ قلبي و الوَتـِيْنْ
هذا سلاحٌ الشِّعْرِ مالي غَيْرَهُ لأذُبَّ عن عِرْضِ الصِّحابِ الأكرمينْ
أنا لا أدافع عن مَقامِكِ إنه سَامٍ و بينَ الناسِ عالٍ مُسْتـَبينْ
لكِنَّ ذِكْرَكِ أمَّنَا شَرَفٌ لنا فَقُلوبُنَا تحيا بِذِكْرِ الصالحينْ
قد ساءَني يا أُمـَّـيَاهُ مقالَةٌ مِنْ قِلَّـةٍ و حُثالَةٍ مُتـَشـَرْذِمـينْ
رَامُوا أَذِيَّتـَنا و سُبَّةَ دينِنا فَرَمَوْكِ بالبُهتانِ و الإفكِ المُبـِينْ
أنَّــــى لِكلبٍ نابحٍ مهما عَوى مَسـًا لِطَوْدٍ شامخٍ راسٍ مَكِينْ
رَبـَّاهُ فاجمعني بأمي في العُلا في جنةِ الفِـردَوْسِ دارِ المتقينْ
و عَلَيْكَ بالفُجـَّارِ سابـِّيْ أُمُّنا أَرِهِـمْ عذابَكَ يا مُهيمنُ يا مَتينْ

وانتصاراً لأم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها؛ كتب الداعية الدكتور عائض القرني قصيدة جديدة سجل فيها الصفات الكبرى لزوجة النبي صلى الله عليه وسلم ابنة الصديق أبي بكر رضي الله عنه
ووفق ما ذكرت صحيفة سبق الالكترونية فقد جاء نص القصية كالتالي:

يا أمنا، أنتِ أنتِ ذروة الكرمِ **** وأنتِ أوفى نساء العُرْب والعجمِ يا زوجة المصطفى، يا خير من *** حملت نور النبوة والتوحيد من قدمِ
أنتِ العفاف فداك الطهر أجمعه *** أنت الرضى والهدى يا غاية الشَّممِ
نفديك يا أمنا، في كل نازلةٍ *** من دون عِرْضِك عرضُ الناس كلهمِ
وهل يضر نباحُ الكلب شمسَ ضحى *** لا والذي ملأ الأكوان بالنعم الله برَّأها والله طهرها *** والله شرفها بالدين والشِّيمِ
الوحي جاء يزكِّيها ويمدحُها *** تباً لنذلٍ حقيرٍ تافهٍ قزمِ
والله أغيرُ من أن يرتضي بشراً *** لعشرة المصطفى في ثوب متَّهمِ
في خِدْرها نزلت آياتُ خالقنا *** وحياً يبدِّد ليلَ الظُّلمِ والظُلَمِ
عاشت حَصَاناً رَزَاناً همها أبداً *** في الذكر والشكر بين اللوح والقلمِ
صديقةٌ يُعرف الصِّديقُ والدُها *** صان الخلافةَ من بغْيٍ ومن غشمِ
مصونة في حمى التقديس ناسكةً *** من دون عِزِّتها حربٌ وسفك دمِ
محجوبةٌ بجلال الطُّهر صيّنةٌ *** أمينة الغيب في حِلٍّ وفي حرمِ
كل المحاريب تتلو مدحها أبداً *** كل المنابر من روما إلى أرمِ
وكلنا في الفدا أبناء عائشةٍ *** نبغي الشهادة سبّاقين للقممِ
مبايعين رسولَ الله ما نكثت *** أيماننا بيعةَ الرِّضوان في القسمِ
يا أمنا، قد حضرنا للوغى لُجباً *** نصون مجدكِ صونَ الجندي للعلمِ
عليك منا سلام الله نرفعه *** بنفحة المسك بينَ السِّدر والسَلمِ
لا بارك الله في الدنيا إذا وهنت *** منا العزائمُ أو لم نوفِ للقممِ
فالموتُ أشرفُ من عيشٍ بلا شرف *** والقبرُ أكرمُ من قصرٍ بلا كرم .


قصيدة ابن بهيج الإدريسي في فخر أم المؤمنين
ما شَانُ أُمِّ المُؤْمِنِينَ وَشَانِي *** هُدِيَ المُحِبُّ لها وضَلَّ الشَّانِي
إِنِّي أَقُولُ مُبَيِّناً عَنْ فَضْلِهــا *** ومُتَرْجِمــاً عَنْ قَوْلِها بِلِسَانِـي
يـا مُبْغِضِي لا تَأْتِ قَبْرَ مُحَمَّدٍ *** فالبَيْتُ بَيْتِي والمَكانُ مَكانِـي
إِنِّـي خُصِصْتُ على نِساءِ مُحَمَّدٍ *** بِصِفات بِرٍّ تَحْتَهُنَّ مَعانِـي
وَسَبَـقْتُهُنَّ إلى الفَضَائِلِ كُلِّها *** فالسَّبْقُ سَبْقِي والعِنَانُ عِنَانِي
مَرِضَ النَّبِيُّ وماتَ بينَ تَرَائِبِي *** فالْيَوْمُ يَوْمِي والزَّمانُ زَمانِي
زَوْجِــي رَسولُ اللهِ لَمْ أَرَ غَيْرَهُ *** اللهُ زَوَّجَنِـي بِهِ وحَبَانِــــي
وَأَتَاهُ جِبْرِيلُ الأَمِينُ بِصُورَتِـي *** فَأَحَبَّنِــي المُخْتَـارُ حِينَ رَآنِي
أنـابِكْـرُهُ العَذْراءُ عِنْدِي سِرُّهُ *** وضَجِيعُـهُ فــي مَنْزِلِي قَمَـرانِ
وتَكَـلـَّمَ اللهُ العَظيمُ بِحُجَّتِي *** وَبَرَاءَتِـي في مُحْكَـمِ القُرآنِ
واللهُ خَفـَّرَنِي وعَظَّمَ حُرْمَتِي *** وعلى لِسَانِ نَبِيِّهِ بَرَّانِي
واللهُ في القُرْآنِ قَدْ لَعَنَ الذي *** بَعْدَ البَرَاءَةِ بِالقَبِيحِ رَمَانِي
واللهُ وَبَّخَ مَنْ أَرادَ تَنَقُّصِي *** إفْكاً وسَبَّحَ نَفْسَهُ في شَانِـي
إنِّي لَمُحْصَنَةُ الإزارِ بَرِيئَةٌ *** ودَلِيلُ حُسْنِ طَهَارَتِي إحْصَانِي
واللهُ أَحْصَنَنِي بخـاتَمِ رُسْلِــهِ *** وأَذَلَّ أَهْــلَ الإفـْكِ والبُهتَـانِ
وسَمِعْتُ وَحْيَ اللهِ عِنْدَ مُحَمَّدٍ *** مِن جِبْرَئِيلَ ونُورُهُ يَغْشانِي
أَوْحَـى إلَيْـهِ وَكُنْـتُ تَحْـتَ ثِيـابِـهِ *** فَحَنا عليَّ بِثَوْبِهِ خَبَّانـي
مَنْ ذا يُفَاخِرُني وينْكِرُصُحْبَتِي *** ومُحَمَّدٌ في حِجْرِهِ رَبَّاني؟
وأَخَذْتُ عن أَبَوَيَّ دِينَ مُحَمَّدٍ *** وَهُما على الإسْلامِ مُصْطَحِبانِ
وأبي أَقامَ الدِّينَ بَعْدَ مُحَمَّدٍ *** فالنَّصْلُ نَصْلِي والسِّنانُ سِنانِي
والفَخْرُ فَخْرِي والخِلاَفَةُ في أبِي *** حَسْبِي بِهَذا مَفْخَراً وكَفانِي
وأنا ابْنَةُ الصِّدِّيقِ صاحِبِ أَحْمَدٍ *** وحَبِيبِهِ في السِّرِّ والإعلانِ
نَـصـَرَ النَّـبـيَّ بمـالِهِ وفَعالِهِ *** وخُـرُوجِـهِ مَعَهُ مِن الأَوْطانِ
ثـانِيـهِ في الغارِ الذي سَدَّ الكُـوَى *** بِرِدائِـهِ أَكْرِمْ بِهِ مِنْ ثـانِ
وَجَـفـَا الغِنَـى حتَّـى تَخَلَّلَ بالعَبَا *** زُهداً وأَذْعَنَ أيَّمَا إذْعـانِ
وتَخَلَّلَـتْ مَـعَهُ مَلاَئِكَةُ السَّمَا *** وأَتَتْهُ بُشرَى اللهِ بالرِّضْــوانِ
وَهُوَ الذي لَمْ يَخْشَ لَوْمَةَ لائِمٍ *** في قَتْلِ أَهْلِ البَغْيِ والعُدْوَانِ
قَتَلَ الأُلى مَنَعوا الزَّكاةَ بِكُفْرِهِمْ *** وأَذَلَّ أَهْلَ الكُفْرِ والطُّغيانِ
سَبَقَ الصَّحَابَةَ والقَرَابَةَ لِلْهُدَى *** هو شَيْخُهُمْ في الفَضْلِ والإحْسَانِ
واللهِ مااسْتَبَقُوا لِنَيْلِ فَضِيلَةٍ *** مِثْلَ اسْتِبَاقِ الخَيلِ يَومَ رِهَانِ
إلاَّ وطَـارَ أَبـي إلـى عَلْيَـائِـهـا *** فَمَـكَـانُهُ مِنـها أَجَلُّ مَكَانِ
وَيْـلٌ لِعَبْـدٍ خــانَ آلَ مُحَمَّـــدٍ *** بِعَــدَاوةِ الأَزْواجِ والأَخْتَانِ
طُوبى لِمَنْ والى جَمَاعَةَ صَحْبِهِ *** وَيَكُونُ مِن أَحْبَابِهِ الحَسَنَانِ
بَيْـنَ الصَّـحـابَةِ والقَرابَةِ أُلْفَـةٌ *** لا تَسْتَحِيـلُ بِنَزْغَةِ الشَّيْطانِ
هُمْ كالأَصَابِعِ في اليَدَيْنِ تَوَاصُلاً *** هل يَسْتَوِي كَفٌّ بِغَيرِ بَنانِ؟!
حَصِرَتْ صُدورُ الكافِرِينَ بِوَالِدِي *** وقُلُوبُهُمْ مُلِئَتْ مِنَ الأَضْغانِ
حُـبُّ البَتـُولِ وَبَعْلِهـا لم يَخْتَـلِفْ *** مِن مِلَّةِ الإسْلامِ فيهِ اثْنَانِ
أَكْــرِمْ بِـأَرْبَعَةٍ أَئـمَّةِ شَرْعِنَا *** فَهُـمُ لِبَيْـتِ الدِّيـنِ كَالأرْكانِ
نُسِـجَتْ مَوَدَّتُهُـمْ سَـدىً في لُحْمَةٍ *** فَبِنَاؤُها مِن أَثْبَتِ البُنْيَانِ
اللهُ أَلَّفَ بَـيـْنَ وُدِّ قُـلــُوبِهـِـمْ *** لِيَغِيظَ كُـلَّ مُنَـافِـقٍ طَعَّــانِ
رُحَـمـَاءُ بَيْنَهـُـمُ صَفـَتْ أَخْلاقُهُـمْ *** وَخَلتْ قُلُوبُهُمُ مِـنَ الشَّنَـآنِ
فَدُخُولُهُــمْ بَيْـنَ الأَحِبَّـةِ كُلْفَـة ٌ*** وسِبَابُهُـمْ سَبَـبٌ إلـى الحِرْمَانِ
جَمَـعَ الإلهُ المُسْلِمِينَ على أبي *** واسْتُبْدِلُوا مِنْ خَوْفِهِمْ بِأَمَـانِ
وإذا أَرَادَ اللـهُ

شكر الله لك فضيلة الشيخ حسين علي البحث الاسلامي الطيب ومأجور إن شاء الله

وشاهد العلم الاسلامي كله المباهلة بين فضيلة أ.د محمد بن عبد الرحمن الكوس المدرس بالمعهد الديني بقرطبة احدي بلاد الكويت والخبيث الكويتي الذي أسقطت عنه الجنسيه بايعاز من العلماء أعضاء مجلس الأمة المتأهبين للزود عن الدين الحنيف وانتخبهم الشعب الكويتي رغم محاولات رسوبهم الا ان تاريخهم المشرف بيتقدموا الصفوف لاخلاصهم .
أمل في دعوات جميع المسلمين علي هذا الرجل الذي سب الصحابة علانية صحيح كانوا في الخفاء لكن الان علانية

وبلادنا مشغوله بالتفاهات والهراءات ليس شرطا أن يسب النبي ولا أصحابه او زوجاته ليس هذا شغل الناس الشاغل يا صديقي
أمل في شعاع او بصيص من النور تعود المة لسابق عهدها

وقد رأيت علي الفضائية المصريه بعالم أزهري جليل يسب ويقدح في العلماء فلا تستغرب وقفلت القنوات الاسلاميه بسبب واهي ....هذه بلاد أهل السنه فماذا تنتظر من الآخرين

تحية طيبة لك وجعل ذلك لكم زياده في الميزان

الاخ الفاضل الشيخ حسين
تحيه مباركه من عند الله
جزاك الله خيرا على نقل هذا الموضوع وهؤلاء الروافض اخطر على الاسلام من اليهودى والنصرانى
وهؤلاء هم اصحاب الافك لعنهم الله
وليس بعد الكفر ذنب
اللهم اربا فيهم عجائب قدرتك
دمت سالم