الخميس 16 ديسمبر 2010 وعلى مدار ساعتين حظيت قناة الحياة المصرية بلقاء خاص مع فضيلة العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي، وقد تناول اللقاء العديد من قضايا الأمة وسبل نهضتها، وكان لموضوع الشيعة والمد الشيعي النصيب الأوفر من اللقاء، حيث جدد فضيلة الشيخ تحذيره من مغبة المد الشيعي، ومصائبه على مصر، ووجه تحذيره إلى الشيعة من أن الشعب المصري شعب متدين ومتماسك يحب آل البيت ومنهم أمهات المؤمنين رضي الله عنهم، ويحب أيضاً صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهم، وإذا كان الشيعة سينجحون في تجنيد العشرات من المصريين وتحويلهم للتشيع من خلال المغريات، وحاولوا بذلك زعزعة الاستقرار في مصر، فإن فضيلته بشرهم بأن الشعب المصري السني بأكمله جراء هذه الزعزعة سيكون عدواً للشيعة، ولن يسمح المصريون للشيعة بمثل هذه الاضطرابات العقدية والفوضوية.
وأوضح فضيلة الشيخ ونبه المصريين من خلال هذا اللقاء إلى أن الاختلاف بين السنة والشيعة ليس خلافاً سياسياً أو فقهياً كما يحلوا للبعض توصيف الخلاف، لكن الأمر أكبر من ذلك بكثير، فقد أوضح فضيلته أن الخلاف عقدي يصب في أصول الاعتقاد مباشرة، فالشيعة ينكرون "سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم" التي يعتقد فيها أهل السنة، فالبخاري ومسلم ورواة أهل السنة الثقات ومن ثم كتب السنة الصحيحة التي نقلت لنا أقوال وأفعال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وعليها يبنى التشريع الإسلامي مردودة عند الشيعة، ولا يصح عندهم إلا ما روي من طريق أئمتهم الأثنى عشر، فضلاً عن سبهم لأمهات المؤمنين وللصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وقولهم بالإمامة، ومصيبة التقية التي يمارسها الشيعة بإتقان واعتقاد فيقولون بذلك ما لا يفعلون ولا يعتقدون، ومن ثم فلا آمان لأي اتفاق، كما بين فضيلته مصيبة مئات الملايين التي يأخذها علماء الشيعة من عوامهم ظلماً وجوراً تحت مسمى الخمس، وبحجة غيبة الإمام.
وتساءل فضيلته متعجباً هل التقريب أن نلتقي بعد كل ذلك بعلمائهم ونكتفي بمبادلاتهم الابتسامات والمصافحات الحارة، وهم يصرون على مواقفهم الاعتقادية المهلكة هذه؟.
لقد خرجت من هذا اللقاء المثمر والتنبيهات المخلصة الحريصة على مصر وأهلها وعقيدتها واستقرارها ولدي عدة استفهامات:
أولاً.... هل هناك مصري واحد شاهد هذا اللقاء ومازال في قلبه ذرة حب أو تقدير لهذه الفرقة الشيعية الضالة، بعد أن عرف من علامة مثل الشيخ القرضاوي أن الشيعة ينكرون السنة التي في أيدينا، وما ينبني على ذلك من تكليفات واعتقادات تبطل بدورها لبطلان مصدرها عندهم؟.
ثانياً.... هل يتوقع بعد هذا اللقاء والتنبيه من الشيخ القرضاوي أن يستمع أحد من المصريين لدعاة التقريب والقفز فوق الاختلافات العقدية، مهما كانت حجتهم؟.
ثالثاً.... إن المصري ينفق زكاواته وصدقاته وأمواله لله وفي سبيل الله، لا لهؤلاء الذين ينهبون الأموال ويعيشون بها في رغد ورفاهية؛ فمن في مصر لديه استعداد لأن يدفع خمس ماله ودخله لينعم ويترفه بها أحد علماء الشيعة، ظلماً وجوراً وبهتاناً، وبتشريع ما أنزل الله به من سلطان؟.
رابعاً.... من في مصر يرضى بسب أمهات المؤمنين رضي الله عنهن؟، ولنا أن نتخيل عشرة من علماء الشيعة وقفوا في إستاد القاهرة بعد أن امتلأت المدرجات بأكملها، ثم قام هؤلاء العشرة وفي صيحة واحدة بسب زوجة من زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ماذا نتوقع من المائة ألف من المصريين أن يفعلوا بهؤلاء العلماء الخائضين في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟.
ليعلم علماء الشيعة جيداً ودوماً أن مصر الآمنة منطقة محظورة، إذا حاولوا اللعب فيها بأي وسيلة، فسيتصدى لهم المصريون بكل وسيلة، وسيخسر علماء الشيعة كثيراً. ونسأل الله أن يهدي عوام الشيعة لما فيه الخير، كي يفيقوا من التخدير الذي يعيشون فيه، وينتبهوا لعقيدتهم وأموالهم وأعراضهم التي يسلبها منهم من ينصبون أنفسهم علماء وآيات وملالي.