أهم صفات الأب المسلم
[align=center]
من أجل تكوين أسره فعالة ومنتجها لأبد أن يعتمد الأب على صفات مهمة في توجيه الأسرة و العبور بهم إلى طريق النجاة, ومن خلال هذا سوف أقوم بعرض بعض الصفات أو المقومات التي ينبغي أن يتحلى بها الأب في نفسه وشخصه , ليتمكن من التأثير على الأولاد وتوجيهم الوجهة السليمة ومن أهم هذه الصفات:
1. القدوة :
تعتبر القدوة من أهم الوسائل التربية وقد أهتم سلفنا الصالح رضوان الله عليهم إلى هذا الأمر و أهميته فهذا عمرو بن عتبة ينبه معلم ولده الأمر فيقول : (( ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك و فأن عيونهم معقودة بعينك , فالحسن عندهم ما صنعت , والقبيح عندهم ما تركت )) 1*
فالأطفال لا يدركون المعاني المجردة بسهولة ’ و لا يقتنعون بها بمجرد سماعها من المربي بل لبد من المثال الواقعي المشاهد.
2. الرحمة والحب :
قال عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( ليس منا من لم يرحم صغيرنا , يعرف حق كبيرنا )) 2 *
وعن أبي هريرة أن الأقرع بن حابس رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقبل الحسن , فأخبر أن له عشرة من الولد لم يقبل أحداً منهم , فما كان من رسول آلا أن يعلنها دستوراً للمربين عموماً فيقول : (( إنه من لا يَرحم لا يُرحم )) 3 * .
فاعتبر تقبيل الصبيان من الرحمة بهم وقد كان يكثر من تقبيل الحسين حتى يقبله في فمه محبة ورحمة به 4 *
فهذا دليل على أهميه جانب الرحمة والحب عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولأبد للأب المسلم أن ينتهج
طريق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم , فيفض على أولاده من حبه وحنانه ولا يبخل عليهم بذلك .
3. العدل
لقد أمرنا نبينا محمد الله صلى الله عليه وسلم بالعدل في العطية فقال عليه الصلاة : (( اعدلوا بين أولادكم في العطية )) 5 *
لأهمية هذه القضية في مجال التربية , منعاً للحسد و التباغض بين الأخوة , لهذا كان الأب المسلم أن يتجنب أسباب التباغض , و لتحاسد بين أولاده بإقامة العدل بينهم , وتوزيع محبته و حنانه عليهم لان الأطفال يحسون بذلك
4. المخالطة
فالأب المسلم مدعو للاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يخالط الأولاد , فقد روى عنه أصحابه رضي الله تعالى عنهم أنهم شاهدوه و الحسن والحسين على بطنه أو صدره وربما بال أحدهما عليه , او ربما جلس لهم عليه الصلاة و السلام كالفرس يمتطيان ظهره الشريف , وربما صلى وهو حامل أحد الأولاد أو البنات , ويروي عنه انه كان يقبلهم في أفواهم ويشمهم ويضمهم إليه و وربما خرج على أصحابه وهو حامل الحسن الحسين على عاتقيه 6 *.
فكان عليه الصلاة والسلام مع جلالة قدرة وعلو منزلته يفعل ذلك , ليقتدي به الناس و ولأنه يعلم أهمية هذه المخالطة في المجال التربوي للطفل .
5. الحكمة في التوجيه والإرشاد
على الأب المسلم أن ينهج مع ولده منهجاً قاصداً متوسطاً يحفظ فيه كرامته فلا يخدشها ولا يكثر من التعنيف الذي يؤدي بالولد إلى عدم احترامه و الجرأة عليه , أن يمنه شيئاً من الحرية دون إفراط أو تفريط , وعدم التشدد و الصرامة في تطبيق النظام والقواعد في البيت , بل يمزج ذلك بشيء من المرح والمداعبة والحب ولابأس في إفهامه سبب الأمر الذي أمره به والحكمه منه , ليكون حاضراً لم على فعله وتنفيذه . أن يراعي فهم ولده وقدراته فلا يطالبه بمعايير الكبار ولايامره بما هو خارج نطاق قدرته فهو لا يزل طفلاً صغيراً.
6. الدعاء :
أن دعوة الأب لولده مستجابة 7* فما أفضل وأحسن أن يستعمل الوالد هذه المنزلة والكرامة من الله عز وجل بأن يدعو لذريته , ويرجو من الله صلاحها و هديتها فتقدي في ذلك بالأنبياء الكرام عليهم جميعاً صلاة الله وسلامه , فقد كانوا اكثر الناس دعاء والتجاء إلى الله, وطلبا منه إصلاح أولادهم, فهذا نبي الله إبراهيم عليه السلام يدعو الله سبحنه وتعالى ان يجنبه وذريته عبادة الأصنام قال تعالى : (( وإذا قال إبراهيم ربِ أجعل هذا البلدَ ءامنا وأجنبنىِ وبنىِ أن نعبد الأصنام)) إبراهيم 35
وهذا نبي زكريا عليه السلام يدعو طالبًا الذرية الطيبة قال تعالى :
(( قال ربِ هب لي من لدُنك ذريةً طيبةً إنك سميُع الدعاء)) ال عمران 38
لذا لا ينبغي للوالد أبدا آن يهجر الدعاء أوان يقصر فيه , فإنه مأمور به كما قال تعالى : (( وقال ُربكم ادعونى ِأستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادىِِ سيدخلون جهنم داخرين)) غافر 60.
وعلى الوالد أن يحذر كل الحذر من أن يدعو على أولاده بشر , فان دعوته مستجابة فقد نقل عن عبد الله بن المبارك أن رجلا جاءه يشكو عليه عقوق
ولده فسأله إن كان قد دعا عليه أم لا ؟ فاجاب بأنه قد دعا عليه , فقال له حينئذ : " أنت أفسدته" 8* .
1- تاديب النأشين بأداب الدنيا والدين ص125
2- المستدرك للحاكم على الصححين . كتاب الإيمان
3- الجامع الصحيح للترميذي
4- صحيح البخاري . كتاب الهبه وفضلها
5- مسند الأمام أحمد ج4ص.172
6- صحيح البخاري .كتاب الإيمان0 باب رحمة الولد وتقبيله و معانتقته
7- الجامع الصحيح للترميذي . كتاب الدعوات
8- منهج التربية النبوية للطفل ص298محمد نور سويد[/align]