فول وفلافل ورغيف زمان :
في مثل هذه الساعات من صباح كل يوم وقبل السابعة صباحاً كنا زمان نجد السيدات والأولاد يتجهون نحو بائع الفول والفلافل الواقف على ناصية الشارع وفي يد كل منهم طبق لشراء بقرش صاغ فول وبقرش صاغ طعمية ، وكان ذلك يكفي لافطار الأسرة بكاملها ، وفي أثناء إجازتي الماضية من شهر واحد تقريباً .. تبدل الحال فكنت أركب السيارة في بعض الصباحات وأذهب لقريتي الحبيبة ميت الديبة لأشتري الفول والطعمية من دكان آل عصر ، لا أعرف اسم المحل التجاري ، ولكن يالحديث مع اصحاب المحل عرفتهم من عائلة عصر في القرية وتعارفنا وصار بيننا صداقة ، وبمناسبة تدهور الجنيه الغلبان لم يعد للقرش مكاناً ، وقرص الطعمية الكبير أصبح بنصف جنيه ، فكنت أبتاع بعشرة جنيهات فلافل وبخمسة فول، ولأنني لا أمتلك بطاقة تموين كنت أشتري الخبز ( العيش ) والرغيف بحجم كف اليد بربع جنيه 25 قرشاً .. وتغير الحال وأصبح رغيف العيش من التموين الخاص بالبطاقة الذي يباع بخمسة قروش أكبر وأفضل من الرغيف الغير مدعوم من الدولة .. وما لفت انتباهي أنه حتى التاسعة صباحاً لا توجد حركة في الشارع الرئيسي للقرية عدا الذاهبين تجاه مجمع المدارس حيث يقف الميكروباص الذي ينقلهم إلى أعمالهم .
شعرت بالفرق بين الدولة الخليجية التي أقيم فيها منذ سنوات حيث الحركة في الشوارع تبدأ من الخامسة صباحاً ، وازدحام المرور عند السادسة حيث كل انسان يذهب للبحث عن رزقه ، وبين الأهل في مصر الذين ينامون حتى التاسعة والعاشرة صباحاً . ويندبون حظهم في قلة الرزق وضيق الحياة .