كنا زمن نستحي ممن شراء السمن الصناعي أو الدقيق الفينو ، أي والله لقد عاصرت ذلك في بيتنا ، ونعتبر من يشترى هذين الصنفين أشد فقراً فلم نكن في ثراء ولكن تقدر تقول مستورة .
الآن جميعنا في الهم شرق ، لم يعد هناك خجل أو حياء أن تجدنا ونحن جميعاً فلاحين أولاد فلاحين من وجزورنا وفروعنا فلاحين أن نتسابق على شراء السمن الصناعي أبو نخلة ، وفرحانة ، وبهانة ، وأسماء غريبة ، والدقيق الفينو شوية يقولوا القمح مسرطن وبالكتير اللي ردوا قالوا هو مكنش مسرطن قوي ، هو كان معفن أي والله رأيت مسئولاً يقول ذلك .
أين البقرة والجاموسة لنحلب منها الحليب الطازج ونشرب ونسقي أطفالنا ، أين أودة اللبن عندما تدخلها تجد صفة الطواجن حليب اليوم وصفة خلفها حليب أمس شارب على أن يكون رائباً وصفة أول أمس التي تجمدت قشطاها على السطح ، وفي جانب الغرفة تجد الاناء الذي تجمع فيه القشطة لخضها لاستخراج السمن البلدي وتخزينه في إناء آخر وكل مدة يتم تسييحه وتخزينه واستخراج المورته .
أين القمح ومكنة الطحين والزحام عليها ، بعد غسله جيداً بأيادي الأم أو الأخت وتنشيره على الحصيرة وتعبئته لإرساله للطحن .
كانت الأطعمة طازجة نصنعها بأيدينا نعرف محتواها ،
كانت أطعمة تحتوي على نسبة عاليه من فيتامينات أ ب ج د و ع خ ز لغاية ي ، أما الآن فهي تحتوي على جميع أنواع الأمراض .
شفانا الله واياكم .
أشكر الدكتور عبدالجواد على هذه المساهمة الرائعة ، ولتكن دافعاً لنا للعودة إلى أحضان الطبية . هل هذا ممكن.
تقبل مروري .