لى من أمرك عجب دنيا السلام المنون
إن غضبت أجد الناس منى يضحكون
وإذا سعدت أجد من حولى غاضبون
عرب ولصوص فى الشرق يجتمعون
إن أبحت القول فلا تقذفونى بالجنون
عرب وما لكم فى العروبة بل تدعون
وإن أهنت العروبة أصابكم ريب وشجون
بعد أن استبد العالم فى طغيان وجنون
أيقن ابن آدم شر ما يحمله الحقد والضغون
أشلاء وحطام فهم ونحن لا شك ميتون
أناس صنعوا الموت وظنوا أنهم لا يقبرون
بعد سعادة ما لبثنا فيها تبقى فينا الشجون
لا أحد من حولنا إلا قليل فالكل معذبون
ظلمات الكون أحاطت بنا فبتنا مندثرون
الرياح تضوى حولنا فى إيقاع مجنون
فما عادت تداعبها وتصدها عنا الغصون
لا حياة لبشر تطاق فكلنا حتماً مفقودون
رفات تحت أرجلنا كثيرة كالدقيق المعجون
ليت الرحمة فينا تعود فهى الشىء المأمون
بعد أن ضاع الأمل فلا شىء دونها مضمون
دخان ما أسوده فى الآفاق غير المسكون
أيرجع بريق الحياة ثانية أم نحن منتهون؟