ومن جانب اخر رد مجموعة من علماء الازهر على تلك الفتوى
أول هؤلاء كان الشيخ على عبد الباقى أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الذى استنكر هذه الفتوى، قائلاً "هؤلاء الناس لا صلة لهم بالأزهر، وهم يطبقون فكر الإخوان المسلمين بمناصرة حماس، ويدمرون فى سبيل ذلك أى شىء، فلو كان عندهم ولو ذرة من الإنسانية أو العلم ما قالوا مثل هذه الفتوى الضالة"، ويضيف عبد الباقى أنهم لو يرعوا الله فى وطنهم أو أمتهم لكانوا ترحموا على هذا الضابط الذى استشهد، وهو يؤدى عمله ويحمى ثغور وطنه.
يقول عبد الباقى إن الضابط الشهيد، يكفيه فخراً أنه مات على حدود مصر وهو يحميها من البلطجية، والذين تركوا أهلهم ينزفون فى غزة وذهبوا جريا إلى الحدود المصرية لإحراج مصر وتحقيق مكاسب سياسية تحت شعارات كاذبة. وبالعودة إلى فتوى الجبهة يصفها عبد الباقى بأنها كلام غير مسئول وصاحبه لا يستحق أن يكون مصرياً، وكان أولى بهم أن يعزوا أسرة الشهيد بدلا من الولوغ فى دمه.
ليسوا علماء
ومن جانبه وصف الدكتور فرحات المنجى من أطلق هذه الفتوى الغريبة بأنه ليس من العلماء وليس محسوباً على الأزهر، مضيفاً أن من يقول مثل هذا فقد انتحى ناحية أخرى بعيدة عن الحقيقة، وتساءل المنجى هل يعقل أن يقتل مصرى وهو يدافع عن حدود بلده ولا يعتبر شهيداً، وكلنا يعلم مدى الخراب الذى حدث حينما فتحت الحدود؟ المنجى شدد أن الضابط قتل أثناء تأدية عمله وهو شهيد بكل المقاييس وليس معتد، إنما المعتدى هو من قتله غيلة وغفلة، ويتعجب المنجى قائلاً، إن الرصاصات التى أطلقت على الضابط المصرى كان يقصد بها القتل وليس الإخافة كما يدعون، ويا ليت من أطلقها كان صوبها تجاه ضابط إسرائيلى، ولكنهم لا يجرؤون على ذلك.
الاتهام بعدم الإنسانية وانعدام المسئولية ومناصرة الإخوان ليست كل الاتهامات الموجهة للجبهة، ولكن زاد عليه الدكتور أحمد السابح أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر اتهاماً آخر بأن قال "إن من يسمون نفسهم بجبهة علماء الأزهر، هم عملاء وليس لهم صلة بالأزهر أو علمائه، وإنما هم مرتزقة وعملاء لأفكار متطرفة بعيدة عن الإسلام تماماً".
وأكد السايح أن الضابط الذى توفى على الحدود المصرية الفلسطينية منذ يومين شهيد بكل معانى الشهادة، لأنه وقف مدافعا عن وطنه ومجتمعه، وبالتالى من قتل دفاعاً عن وطنه فهو شهيد بنص الأحاديث النبوية.
وأشار السايح أن سلوك ما يسمون أنفسهم بجبهة علماء الأزهر يتيح لأعداء الأمة أن ينخروا فى المجتمع بمساعدتهم، ويضيف السايح أن دفاع المصريين عن بلدهم وموتهم فى سبيل الدفاع عن أراضيها هو أنقى أنواع الشهادة، ولا يكون هذا الدفاع إلا بأوامر من ولاة الأمور، والأحاديث النبوية لا تجيز القتال إلا بأمر من ولاة الأمور.
وقال السايح إن ما يحدث فى غزة فى هذه الأيام هو مسئولية المسلمين جميعا وليس مسؤولية مصر وحدها وأضاف "أنا أعجب من الذين يحملون مصر المسئولية كاملة فى هذه الأحداث، فهم يريدون الزج بمصر فى معترك الحروب"، وأنهى السايح كلامه بأن جبهة علماء الأزهر غير معترف بها متهماُ إياهم بأنهم مرتزقة.
عمر الديب وكيل الأزهر السابق يؤكد أن الضابط مات شهيداً، وليس من حق أحد أن يقول غير ذلك، لأنه مكلف بعمل من قبل دولته ليدافع عن أرضه وحدوده، وطالما هذه الحدود معترف بها فلا يجب أن يدخلها أحد سواء أجنبياً أو عربياً إلا بإذن، متسائلا هل يحق لنا نحن المصريين أن ندخل أى دولة عربية دون تصريح، هذا لا يمكن.
من جانبه تبرأ الدكتور عبد المنعم البرى عضو جبهة علماء المسلمين من الفتوى قائلاً "إنما الأعمال بالنيات والحكم على الإنسان الذى يؤدى عمله بإخلاص وصدق فى النية ويقتل فهو شهيد"، مضيفا أن من يقول غير ذلك عليه أن يتحمل المسئولية، والجبهة متوقفة منذ عام 93، ولكن بعضهم يحب أن يتصيد الفتن مستغلاً اسم الجبهة، البرى أكد أنه لا يستطيع العلماء ممن كان ينتمون للجبهة سوى أن يسلمون أمرهم لله ضد من يكذب باسمهم.