أجمع العلماء المسلمين على أن السنةَ في حدِّ ذاتها حجة لاتحتاج إلى أي دليلٍ على أنها مُبينةٌ للقرآن وشارحةٌ له، فلا يمكننا الاستغناء عنهابقبول القرآن فقط، كما لا يمكننا إنكارها أو المطالبة بتعديلها أو تنقيتها كما طالبالبعض في الآونة الأخيرة، ولكن الواجب يقع بالرد على الشبهات المُثارةحولها.
جاء ذلك في الندوة التي عقدها منتدى الفكر الديني باللجنةالثقافية بنقابة الصحفيين مساء أمس بعنوان (حجية السنة والرد على الشبهات المُثارةحولها).
استضافت الندوة الدكتور صبري عبد الرءوف أستاذ الفقه المقارنبجامعة الأزهر وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور سالم عبد الجليل وكيلوزارة الأوقاف المصرية لشئون الدعوة، والدكتور صفوت حجازي الداعية الإسلاميالمعروف، وأدار الندوة مُلهَم العيسوي مذيع بقناة (الرحمة) الفضائية.
شدد الدكتور صبري عبد الرءوف على أن قضيةَ حجية السنةوالتشكيك فيها ليست وليدة اليوم، ولكن أعداء الإسلام يُشككون فيها منذقرون.
وقال: إن السنة مُبينة ومُفسرة وشارحة للقرآن الكريم، ولكنلا نُطلق عليها أنها مُكملة له لأن هذا يُعطي انطباعًا بأن القرآن ناقصًا وحاشىلكتاب الله ذلك، وأوضح أهمية السنة في حياتنا أن هناك أحكامًا لن نفهمها من غيرالسنة المطهرة، وإنْ كان القرآن نزل من عند الله فالسنة ألهمها اللهلرسوله.
وقال د. عبد الرءوف إن مَن يُشكك في السنة أو يُنكرها فهومُرتد عن الإسلام، وطالب علماء المسلمين ورجال الإعلام بجميع أطيافهم أن يتصدوالهذه الحملات وهؤلاء المغرضين؛ لأن نجمعهم بدأ يُصعِّد بسبب أنهم وجدوا مَن يفتحلهم المجال في الصحف المُغرضة والقنواتالمشبوهة.
واتهم الدكتور صفوت حجازي أن مَن يبحث عن حجية السنة أودليلاً عليها أو يُنكرها فحتمًا فيه خَبَل، وذكر أنواع المُنكِرون للسنة فهناك مَنيُنكرها بالكلية ويأخذ فقط بالقرآن، وهناك مَن يُنكر بعضها بما يتناسب معه ويقبلهعقله، وهذا البعض يخرج علينا من حينٍ لآخر بمطالبة تنقية التراث بما فيه السنة منالشوائب!! واستنكر عليهم كيف يُطلقون على السنة المطهرة أنها تراث، وتساءل كيف يصبحالدين تراثًا؟!!.
وأوضح د. حجازي أن الإعلام دائمًا هدفه إلهاء الناس، فيقومبتأليف ضجة إعلامية حول قضية ما من شأنها أن تُحزِّب الناس وتُلهيهم عن الأمورالمهمة للأمة ويُجندون كافة الأدوات لذلك بمَن فيهم الأفراد، وواجه المُغرضينوالمشككين في السنة وناكريها لماذا يقبلون بالقرآن وبما فيه من سند الصحابة ولايقبلون بالسنة لنفس السند؟!، هذا غير التطاول على الصحابة واتهامهم بالكذب وهؤلاءلا يستحقون غير الضرب بالنعال- على حد تعبيره-.
وتحدَّى د. حجازي أن يأتيه أحد هؤلاء بحديثٍ مُشكل ويتعارضمع آيةٍ في القرآن الكريم أو سنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من البخاري أومسلم، واشترط عليه إن لم يجد عليه أن يقبع في بيته ويتوارى في خزيه الذي تطاول بهعلى السنة، مؤكدًا أن سنةَ الرسول- صلى الله عليه وسلم- لا تحتاج إلى بيانٍ أو أدلةعند غير ذوي العقول والأغراض.
وأكد الدكتور سالم عبد الجليل أن الجهاد عندنا بدأ بالكلمةوبالحجة ﴿وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا﴾ (الفرقان: من الآية 52).