إن للإسلام دعائم وركائز، و من دعائم الإسلام المساجد، ومن دعائم المساجد خطبة الجمعة فإن المساجد بيوت الله، يدخلها المسلم متطهرا مستقبلا القبلة يتجه إلى ربه مكبرا مسبحا تاليا لقرآن داعيا فيعلم أن له من يحميه إن ضاقت السبل واتصلت الحلقات فإذا استقبل ربه وسأله ودعاه، فإنه سبحانه يتداركه برحمته وعونه، وأهمية المساجد كثيرة فوق الحصر والعد. وخطبة الجمعة أحد أهم دعائم المساجد فالحمد لله أن جعلها فريضة أمر المسلم بالسعى للصلاة إذا نودى إليها من الجمعة ونهى النبي عن كل ما يشغل في ذلك الوقت .وأمرهم رب العزه بالاتصال والسماع وقال لهم سبحانه الآية قُلْ مَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ
وخطبة الجمعة هي أدنى ما يلزم المسلم بحضوره من مجالس العلم حتى يتعلم ما يصحح به عمله واعتقاده، لذا وجب على الخطيب أن يراعى أن من بين الحاضرين والكثير منهم من لا يشهد موعظة سواها ولا يحضر درس علم غيرها وأنه – وقد أنصت الناس له بأمر الله – مؤتمن على تلك الكلمة التي يقولها والموعظة التي يقدمها.
إلا أن الكثير من الخطباء لم يراعوا ذلك فانصرفوا عن تعليم الناس أمر دينهم ( اعتقادا وتعبدا وسلوكا ) وتوجهوا أحد وجهتين.
الوجهة الأولى: حرصوا على جمع القصص المسلية والحكايات الجذابة حتى يجذبوا أسماع الناس لقولهم دون أن يخرجوا من ذلك بفوائد تربوية ولا يعلم للمسائل الاعتقادية أو التعبدية وأخرجهم ذلك إلى البحث عن الغرائب والفرائد فركبوا الصعب وبحثوا عن المختلفات والمكذوبات والموضوعات وأشاعوا بين الناس الحكايات المنكرة والأحاديث الباطلة.
الوجهة الثانية: شغلهم المظالم التي وقعت عن الشرك والكفر والبدعة وعن جهل الناس بدينهم صلاة وزكاة وصوما وحجا وذكرا، فلم يعلَّموا الناس من ذلك شيئا، إنما جعلوا المنابر نشرات إخبارية لا يتعلمون فيها أمر دينهم فصار ذلك الذي لا يحضر إلا الجمعة يظن أن دينه أن يعرف هذه الأخبار وأن يجمع هذه الحوادث ولما كان الكثيرين رواة هذه الأخبار لا يتحرون الصدق صارت المنابر عرضة لرواية الكذب وإشاعة البلبلة وإحداث الفوضى بين الناس.
واليوم نسعد بان نقدم لإخواننا المسلمين الخطب المسموعة مكتوبة بقلم ( فاكهة الدعاء) الشيخ الشاب بل الشاب الشيخ محمد حسان صاحب العبارة الرشيقة والكلمة الموثقة والحديث الصحيح والرواية المنضبطة والقراءة المؤثرة والبسمة البهية والغضبة الصادقة نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد والله حسيبنا وحسيبه. ولعل هذه بداية سلسلة تعليمية وعظية لنماذج من الخطب التي نأمل أن يتربى عليها المسلمون في بيوتهم، فلقد زرت الكثير من المسلمين في الشرق والغرب ورأيت أثر الشريط والرسالة وأثر الخطبة والكلمة في إيقاظ المسلمين من سباتهم العميق وإرشادهم بعد تفككهم وبعدهم عن دينهم وانصرافهم
وأوصى الأخ الحبيب الشيخ محمد حسان بالمزيد على المنهج الفريد من جمال الموعظة وتوثيق الكلمة، كما أوصى أخي القارئ بحسن الاستقبال وأن يكون مثل هذه الخطب مفتاحاً له يفتح له باب القراءة ليتعلم، وعليه أن يعلم أن أصل الدين في اعتقاد أركانه ستة، وإسلام أركانه خمسه، وسلوك مدراه على أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فعليه أن يتعلم ذلك ليبقى على بصيرة من سلوكه وعمله وعمله، فالأجل قريب والحساب بعده فليكن مستعدا.
كما أوصى الأخ الناشر بحسن الإخراج وجمال الطبعة ودقة المراجعة والله يوفق الجميع لما فيه خير الإسلام وصالح المسلمين. والله من وراء القصد