عدد الرسائل : 398 العمر : 124 المزاج : not bad تاريخ التسجيل : 02/02/2009
موضوع: الشيخ محمد الغزالي ... الداعية الحزين الأحد مايو 17, 2009 5:16 pm
هذا الموضوع الذي أكتبه الآن لا أكتبه فقط بقلمي وعقلي وإنما أكتبه بروحي ووجداني وبكل جوارحي . لأني أعتبر هذا الموضوع ردا لجميل هذا الرجل الذي ارتويت من أفكاره وتعلمت من كتاباته التي غيرت مسار حياتي لاسيما كتاب : جدد حياتك الذي آنس وحدتي سنين كثيرة .. تلك الكتابات وتلك الأفكار التي لو التزم بها الملتزمون من شباب هذه الأمة لأعادوا أمجاد هذا الوطن الإسلامي الكبير ....
يعد الشيخ "محمد الغزالي" (1917ـ 1996) من أسس الفكر الإسلامي المعاصر وقادته، وقد تصدر القمة في ميدان الدعوة الإسلامية، وكانت الدعوة لديه تقوم على المناقشة الموضوعية الهادئة الهادفة، والحجة المنطقية القوية، مع بلاغة الأسلوب، ورصانة العبارة والإتيان بالأدلة القوية، والبراهين الساطعة: العقلية والنقلية، وأحيانا كانت تتسم لغة الشيخ الغزالي في أحاديثه وخطبه وفي كتبه كذلك باللهجة الحادة الساخرة.. ولكنها تكون مقنعة. وقد خاض عدة ميادين فكرية وكلها في سبيل تقديم الإسلام إلى الناس، وعرضه عرضا قوياً مقنعاً، وتخليص حقائق الإسلام الصافية من كل الشبهات التي أثارها أعداء الإسلام.
المولد والنشأة
ولد الشيخ "محمد الغزالي" في قرية "نكلا العنب" التابعة لمحافظة البحيرة بمصر في (5 من ذي الحجة 1335هـ الموافق 22 من سبتمبر 1917م) ونشأ في أسرة كريمة، وتربى في بيئة مؤمنة؛ فحفظ القرآن، وقرأ الحديث في منزل والده، ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي، وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية، ثم انتقل إلى القاهرة سنة (1356هـ ـ 1937م) والتحق بكلية أصول الدين، وظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية، وظل في دأبه على الكتابة أثناء المرحلة الجامعية إلى أن تخرج سنة (1360هـ ـ 1941م) ثم تخصص في الدعوة، وحصل على درجة "العالمية" سنة (1362هـ ـ 1943م) وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
وفي ميدان الفكر الإسلامي يقدم الغزالي أكثر من ثلاثين كتابا، تعالج موقف الإسلام من الحياة ومن السياسة والقوى العالمية، وتعالج مشاكل الإنسان الحياتية والمصيرية.
ففي ميدان مواجهة الفكر الإسلامي للأفكار المضادة، وحملات الاستعماريين يقدم الغزالي عدة كتب، فيكتب عن: الإسلام والاستبداد السياسي، ويكتب في جلاء ووضوح عن حقوق الإنسان بين تعاليم الإسلام وإعلان الأمم المتحدة، ويكتب مبينا حقيقة الاستعمار والمستعمرين ويوضح ذلك في كتابه "الاستعمار أحقاد وأطماع"، وينبه إلى خطر الفكر الشيوعي ويقدم شهادته في هذا المضمار في كتابه "الإسلام في وجه الزحف الأحمر".
وفي حقل الدعوة الإسلامية ـ فكراً ومنهجاً ـ يقدم ويعالج عدة قضايا فكرية ومنهجية، ومنها: كيف نفهم الإسلام، والدعوة الإسلامية تستقبل قرنها الخامس عشر، والمحاور الخمسة للقرآن الكريم، ويعالج قضية الإسلام والطاقات المعطلة، ثم يقدم تأملاته العميقة في الدين والحياة. وإلى جانب الجهود السابقة فإن الشيخ الغزالي الأديب الداعية، قد استطاع ـ في قدرة فائقة ـ أن يمزج بين توهج العاطفة واتزان التفكير وهو يتحرك في ميدان الدعوة مدافعاً عن الإسلام، ومقدماً صورته المضيئة للناس.
والساحة الكبرى التي صال فيها "الغزالي" وجال، وحاور وجادل، وكر وفر، وفاز هي ساحة "التماس" بين الإسلام والغرب، أو موقف الإسلام من الحضارة الحديثة، والغزالي حضاري التفكير، واقعي الرؤى، لا يلقي بالتهم في وجه منجزات الحضارة الغربية الحديثة ـ شأن بعض المسلمين ـ؛ ولكنه يفتش عن مواطن الداء في طريقة فهم المسلمين لدينهم، وكيفية تعاملهم مع منجزات العلم الحديث.. فيقول:
"إن الغزو الثقافي يمتد في فراغنا: هناك فراغ حقيقي في النفس الإسلامية المعاصرة؛ لأن تصورها للإسلام طفولي وسطحي يستقى من عهود الاضمحلال العقلي في تاريخنا، وكأن بينه وبين عهود الازدهار ترة".
إن هذه الرؤية الواقعية المحايدة لتخلف العالم الإسلامي عن ركب الحضارة الحديثة هي نقد ذاتي من داخل منهج كثير من المسلمين في تقديم عقيدتهم ونتاجهم الفكري للآخرين.
هذه الرؤية الناقدة دفعت بالشيخ الغزالي ـ رحمه الله ـ إلى رصد إيجابيات حركة التلاقي بين الإسلام والغرب، وهى حركة يجب أن يفيد المسلمون من تفاعلها وليس من تصادمها. إن هذه الرؤى الإيجابية عن الإسلام والقرآن في الفكر الغربي يقدمها الشيخ الغزالي إلى جماهير الأمة الإسلامية والعربية رغبة في رأب الصدع، وإزالة للفجوات العميقة التي حفرها الكثيرون في الطريق الواصل ما بين الحضارتين؛ وحين يقرأ المتشككون من أبناء جلدتنا في طبيعة الإسلام، والقيمة الإنسانية للقرآن الكريم؛ حين يقرأ هؤلاء "المستغربون" هذه الشهادات لمفكري الغرب وفلاسفته عن الإسلام سيراجعون أنفسهم، ويعيدون حساباتهم مع منهجهم التصادمي أو الرافض لقدرة الفكر الإسلامي على مواكبة ما يتطلبه العصر من تقنية وإنجازات حضارية.
إن "الغزالي" يستثير حمية المثقفين المسلمين المفتونين بالثقافات الأجنبية، ويأسى كثيراً لأن هؤلاء لم يستثمروا طاقاتهم الفكرية، ومنافذهم الثقافية في إلقاء الأضواء على طبيعة الإسلام، وقيمه العليا وأهدافه الإنسانية النبيلة، ويتساءل: ماذا أفدتم من هذه المقدرة؟ وماذا أفادت أمتكم منكم؟ هل استصحبتم دينكم وتاريخكم وأنتم تطالعون الثقافات الأجنبية؟
إنكم لم تترجموا العلوم، وكنا أفقر إليها وأحوج من الروايات الغرامية والجنائية التي زاحمتم بها لغتنا، وشغلتم بها أولادنا؛ ونقلتم أكاذيب المستشرقين، وفي الحضارة الغربية عباقرة كثيرون عرفوا للإسلام فضله، وقد روا له ما أسدى للعلم وللعالم.
رحم الله الإمام الداعية الشيخ محمد الغزالي.. وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة، وجعل مقامه مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيق. آمين.
adel-atallah ديباوى مميز
عدد الرسائل : 398 العمر : 124 المزاج : not bad تاريخ التسجيل : 02/02/2009
موضوع: رد: الشيخ محمد الغزالي ... الداعية الحزين الأحد مايو 17, 2009 5:26 pm
إليكم روابط كتبه و الحقيقة أنصح بقراءتها كلها و هى على بساطة الأسلوب لا تخلو أبدا من العمق الفلسفى و من دفق المشاعر
موضوع: رد: الشيخ محمد الغزالي ... الداعية الحزين الأحد مايو 17, 2009 5:58 pm
الاستاذ عادل المحترم
كما عودتنا دائما على اختيار الموضوعات المتميزة الهادفة ان الشيخ محمد الغزالي له كبير الاثر في نفوس الكثير من الناس في مشرق الوطن العربي او مغربه لا ننسى جهوده في الجزائر ويروي فضيلة الإمام أن الجزائر كانت تموج بالفتن، كما كانت مظاهر الحضارة الأوروبية الجامحة ما زالت مهيمنة. وبالفعل تم إنشاء جامعة الأمير عبد القادر الجزائري، وعين الإمام محمد الغزالي مشرفًا عليها، وفتح المجال للشيخ الجليل كي يدعو كيفما شاء، فأتاح التلفاز للشيخ الجليل ساعات كثيرة، ومواعيد أسبوعية ثابتة، يقدم فيها كلمة الإسلام، كما كلفه المعهد العالمي للفكر الإسلامي بعمل دراسة عن السنة النبوية، فكتب مؤلفه المتميز "السنة النبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث"، الذي أثار حوله ضجة عارمة، وأقيمت من أجله مؤتمرات، تناقش الكتاب وتحدد معالمه. وقد التف حول الشيخ الملايين، وتجمع في خطبه الألوف، وبدءوا يعلقون صوره في الحوانيت والبيوت، ويتلمسون أخباره في التلفاز، ويتابعونه في حركة الإعلام المرئية والمسموعة . . ويذكر البعض أن الشارع الجزائري كان يخلو من المارة أثناء حديث الشيخ في التلفاز. وحتى عندما أصيب بأزمة قلبية حادة بسبب العمل المتواصل، أكمل الجهاد رغم تحذير الأطباء له، وعندما شعر بوجود الصوت الإسلامي في الجزائر، ولمس بيده عودة اللغة العربية لأرضها، عاد إلى مصر ليبدأ رحلة جهاد إسلامية في أواخر حياته. وقد عم الحزن في القطر الجزائري عندما تركه الإمام عائدًا لمصر، وتبادل البعض التعازي لفراق الشيخ الذي ملأ القلوب، وعندما عاد لمصر، كانت الرسائل تلاحقه حتى لقي ربه. ومما يذكر أن الشيخ كان يدعو دائمًا لأهل الجزائر بالسكينة والاستقرار، ويردد ما أحوج العالم لرسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويوصي في رسائله للجزائريين بالسكينة والموضوعية، والبعد عن مهلكات النفس البشرية وعدم الصدام والعنف.
???? زائر
موضوع: رد: الشيخ محمد الغزالي ... الداعية الحزين الإثنين مايو 18, 2009 8:54 am
رحم الله هذا الشيخ الجليل الذي لم يخشي في الحق لومة لائم ولم يبيع دينه من أجل مال او تقربا من سلطان