كان هناك مجموعة من الشباب المسلمين من دولة الكويت يدرسون في روسيا ، وكانوا في إجازة نهاية الأسبوع يتوجهون لإحدى القرى المجاورة للتنزه .
وفي يوم من الأيام التقت بهم امرأة عجوز وسألتهم :
من أين أنتم ؟
قالوا لها :من دولة الكويت .
قالت : يعني من دولة مسلمة ؟
قلوا : نعم .
قالت : وهل أنتم مسلمون ؟
قالوا : نعم والحمد لله .
فأصرت عليهم وألحت أن يذهبوا معها للبيت لتناول طعام الغداء ، وبعد أن وافقوا أخذتهم إلى مزرعتها الصغيرة وأحضرت لهم مالذى وما طاب من الطعام والفواكه وأعدت لهم وليمة كبيرة احتفالا بزيارتهم لها .
ثم بعد ذلك أحضرت لهم صندوق مليء بالمجوهرات والذهب والحلي وقالت لهم :
انظروا هذا لكم مقابل أن تأتوني بالقرآن الكريم .
ولحسن الحظ كان أحدهم يحمل معه نسخة من القرآن كريم في حقيبته فأعطاها إياها
وقال: خذي يا خالة ولا نريد منك أي مقابل ويكفينا إكرامك وحسن استقبالك لنا .
ففرحت فرحا لا يوصف وأخذته بقوة وضمته لصدرها بشوق شديد وراحت تقبله وتمسح به وجهها وتقول :
الحمد لله ، الحمد لله ، يا ربي لك الحمد أن مننت علي ويسرت وصول نسخة من كتابك قبل أن أموت .
العجيب في هذه المرأة أنها لا تعرف القراءة ولكنها كانت بشوق شديد للقرآن الكريم .
بعد ذلك قدمت صندوق المجوهرات للشباب ، ورفضوا أخذه وأقسمت عليهم أن يأخذوه
وقالت : هذا نذر نذرته لله إن وجدت نسخة من القرآن الكريم .
ثم قالت لهم : أنا من نسل العلماء ، أجدادي كانوا علماء هذه البلاد ،ولم يبق عندي من الإسلام إلا ذكره ومحبته في قلبي .
فيا عجبا لتك المرأة الأعجمية ،ويا عجبا لشوقها الشديد ..
ويا عجبا لقوم اتخذوا القرآن مهجورا .......
وهجر القرآن أنواع :
هجر تلاوته ...هجر تدبره .....هجر العمل به وهو أشدها والعياذ بالله .
أسأله سبحانه أن يجعلنا ممن يقرأ القرآن وممن يتدبر معانيه وممن يعمل بما جاء به وممن يحفظه ويردده ليل نهار إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير