وختــــــامايا شارب الدخـان ما أجراكا
([36]) من ذا الذي في شربـه أفتاكا
أتظـن أن شـرابــه مستعذبٌ أم هـل تظـن بـأن فيه غذاكا
هل فيه نفعٌ ظاهر لك يا فتى كلا فمـا فيــه سـوى إيــذاكــا
ومضرةٌ تبـدوا وقبحُ روائحٍ مكـروهةٍ تـؤذي بهـا جلسـاكا
وفتور جسمٍ وارتخاءُ مفاصلٍ مع ضيق أنفاس وضعف قواكا
أو حرق مال لم نجد عوضا له إلا دخـانا قــد حشى أحشـاكا
ورضيت فيه بأن تكون مبذرا وأخو المبذر لم يكن يخفـاكا
فإذا حضرت بمجلس واستنشقوا من فيك ريحا يكرهـون لقاكا
يكفيك ذمـا فيه أن جميع من قـد كان يشربـه يـــودُّ فكــاكا
فـارفق بنفسك واتبـع آثار من أهداك لا من فيــه قـد أغـواكا
إن كنت شهما فاجتنبه ولا تكن في شربــه مستتبعــا لهواكـــا
إني نصحتك فاستمع لنصيحتي ونُهِيتَ فاتبـع قــول من ينهـاكا